الساعة التاسعة مساء ليلة الأربعاء ..
في طريقي للمنزل مشيا كالعادة عائدا من البوفية المشهور عند المستشفى ، أمرّ دائما على الكثير من الأراضي الفارغة في حينا ..
كان عمري أربعة عشر عاما يومها ، على أعتاب المرحلة الثانوية ، مليئا بالفخر والغرور لكوني قائد فريق الكرة بالحارة ، كنت مشهورا أيضا بالحكايات المرعبة التي أحكيها لرفاقي في ليالي الخميس ولم أحدد بعد عن أي شيء سأحكي لهم غدا ..
قريبا من بيتنا يوجد سور حجري صغير بجانبه حاوية نفايات متهالكة مكتوب عليها شتم وقذف لناديين مشهورين ..
لمحت فوق الحاوية (قطاً) أعور العين والندبات واضحة على وجهه من آثار المعارك ، لم أتبين بقية الملامح لوجود (عمود إنارة) واحد في ذلك الطريق الطويل ..
أكثر ما أكره في حياتي هي هذه المخلوقات البشعة .. كل ما فيها ينضح بالكبرياء الكاذب والعظمة الفارغة والنظرات المتحدية ..
– أنت يا رجل
سمعت ذلك الصوت الغريب والتفت لكن لا يوجد أحد حولي .. وقف شعر جسمي وأنا أتمعن في الطريق لأعرف من الذي ناداني ..
– هيه أنا هنا .. معاك أكل ..
أمسكت كيس العشاء بشدة وتأهبت للجري ولكن استوقفني ذلك المواء الغريب الأشبه بالضحكات
– لو تهرب لآخر الدنيا أنا مستنيك
انتقض قلبي فجعا من رؤية هذا المخلوق المشوه يتحدث إلي وأحدث نفسي
( مستحيل ذا بِسّ عري أكيد ذا جني )
طبعا لم أعد لحذائي الذي تركته هناك ، دخلت للمنزل بدون أن أتحدث مع أحد وأتوقع أنها أكثر مرة قرأت فيها آية الكرسي بأنفاسي المتلاحقة من المارثون الذي قطعته ..
في اليوم التالي لم أذهب للمدرسة ولا للملعب بعد العصر وادعيت المرض حتى تهدأ أعصابي ..
التقيت برفاقي في الملعب يوم الخميس ، حدثتهم عما حصل لكنهم جميعا توقعوها حكاية من الحكايات المعتادة مني خاصة أن قصص القطط المتكلمة والجن المتلبسة بها مشهورة في منطقتنا ولكن لم يثبت منها شيء ..
أقسمت بأنها حقيقة وتشجعت للذهاب لنفس المكان مجددا معهم ليروا بأعينهم الدليل على صدقي ..
اتفقنا أن نلتقي بعد صلاة العشاء ونمر سوية من هناك ، تسلحنا طبعا بعدد من العصي والأحجار تحسبا لأي طاريء ونحن أصلا لا نترك مخلوقا في حاله ..
كانت الإضاءة ضعيفة كالعادة وعدد من القطط يصول ويجول حول الحاوية وبعض الذكور يطارد الإناث ..
لمحت (العري) وأشرت لهم عليه ، أهلنا عليه بالحجارة فتراجع قليلا وثبت وهو ينظر بتحدي
( ألم أقل لكم أنني أكرهها وأكره صلفها وكبريائها الماسخ ) ..
هددناه بالعصي فتراجع وهو يموء بطريقة بشعة ويأخذ وضعية دفاعية وأسمعناه شتى الشتائم والألفاظ وقرأنا المعوذتين ولكن لم يحصل شيء ..
اتفق الرفاق على العودة وأنني بحاجة للتخفيف من القصص المرعبة الوهمية حتى لا يتلوث عقلي بلوثة الجنون ..
ألقيت عليه نظرة أخيرة ونحن عائدون ، أكاد أقسم بأنني شاهدته يبتسم بخبث ( ناوي يجنني ) فأسرعت الخطى ..
وصلنا لجلستنا عند البقالة الصغيرة في الحارة وهناك جاءنا متسول يريد قليلا مما عندنا فتجاهلناه جميعا ..
– أنت يا رجل
التفتّ إليه مندهشا لنبرة الصوت ..
– قبل كم يوم أناديك أبغى منك أكل وتهرب هاه .. ما قلت لك مستنيك ودحين لقيتك .. هب لي معاك شيء لي يومين طاوي ..
تمت بحمد الله
أنت يارجل ….
تصدق شعر جسمي وقف
هههه نفس الحال ^^ الله يكرمك
تصدق يا أستاذ وليد إن أهلي كان يقولون لي وجهك وجه بس عري وما زالوا على نفس الموال 😂😭
هههههه حبيبي والله بالعكس وجه يجيب الخير
ههههههههه
حبيتها كتير
الله يحفظنا
ههههه من (تنع) الطفولة
حبيب قلبي الاستاذ وليد رووعه
ماشاء الله عليك
قلبك قوي 😂
الله يحفظك و يحفظنا 😓
هههههه تذكرت قصتك هذي قبل أيام .. شفت قطة في حوشنا وجلست أتخيلها تتكلم معاي 😅
ههههههه ذكريات ، خلاص كذيك متعودة ع الفانتازيا