كمن يرى عروسه يوم الزفاف، بان الفرح في عينيه حينما رأى سيارته الجديدة من طراز (هايلوكس) واقفة أمام باب منزلهم كمكافأة من والده لأجل حصوله على رخصة القيادة..
التزامه بقوانين وأنظمة المرور ساعده على اجتياز الاختبارات بسرعة وحان الوقت لأن يرد الدين لأبيه فيساعده في الحقل، هذه أول مراحل الرجولة وسيستغلها جيداً..

أخذ المفتاح بعد أن قبل رأس والده وذهب ليجربها الطريق السريع، طلب من والده اصطحاب أخوته معه لكنه رفض، يريد لهذا المشوار أن يكون أول علاقة بينه وبين سيارته..

ركب الهايلوكس، أقفل الباب، وضع المفتاح في خانة التشغيل فسمع صوت المحرك الهادر كالموسيقى لأذنيه اللتين تعشقان الشيلات..

-يا سلام، ايه الانتعاش ده

ارتعب الشاب حينما سمع هذا الصوت، نظر حواليه فلم يجد شيئا..

-أنت بتدور على إيه يابني

أطلق الشاب صرخة مفجوعة وحاول الخروج من السيارة فلم يفتح الباب..

-اهدى يابني، دا جزاتي إني حبيت أستئبلك من ئلبي..

قال الشاب في لوعة :

*مين أنت إنس ولا جن وليش تكلمني في راسي ؟

-أنت خايف بئى، خلاص افتح المسقل وأنا حاتكلم لك منه..

فتح الشاب المسجل فخرج الصوت أوضح:

-أيوه كده، أنا تعبت من قراية الأفكار

*أنت مين

-أنا الهايلوكس يا عبيط، حاكون مين يعني

*كيف هايلوكس وتتكلم !

-ايوه دي عاوز لها كباية زيت صعيدي وأمخمخ وأحكيلك..

*أنت ليش تتكلم مصري طيب

-لا دا عشان آخر واحد كان معاي المصري اللي في الوكالة، لسة ما خدتش على لهجتكم، شويتين وأغير ما تخفش، دلوقت اطلع عاوزين نخالف كل القوانين ونضايق السيارات ونطير و ..

*نطير فين، أنا عادني خرجت الرخصة..

-رخصة، رخصة مين يا دلعدي، رخصة مين يا روح أمك، رخصة ايه اللي جاي تقول عليه..

*خلاص خلاص نطلع بس أول افتح لي الباب

-هو دخول الهايلوكس زي خروجه، مشوار بس ونرجع، دلوقت جهز نفسك حاخش دماغك وأتعلم كلامكم ونروح نطير، أنت مش حتعمل حاقة أنا اللي حأسوي كل حاقة، خليك قاعد بس..

*طيب اربط الحزام أول

-حزام مين يا بني، امسك الدركسون بس

وبينما يضع الشاب يده على مقود السيارة إلا وقد تحول إلى شخص آخر، ابيضت عيناه، غاب وعيه، صار مع الهايلوكس كياناً واحداً، كياناً مرعباً همه أن يسيطر على الطرقات وينشر الرعب ويثير المشاكل ويحقق الحلم..

حلم سيارة هايلوكس كانت تبغى تصير طيارة لكن ما وقعلهاش