الساعة 10 م
لي رغبة قوية في مشاهدة فيلم الليلة، جهزت كل وسائل الترفيه، حددت الفيلم الذي سأشاهده، بجانبي عبوة البيرة بالتوت وبعض المكسرات والريموت كنترول وجوالي، ليس هناك رفقة أفضل..
الساعة 10:23 م
رسالة في الواتس آب من عضو في أحد المجموعات المشتركة بيننا، محادثة تلو الأخرى، أوقفت خلالها عرض الفيلم، اقترب ولدي الصغير يريد أن يسمع أغنيته المفضلة في الجوال، منعته بهدوء، يريد شرب البيرة معي، نهرته مجددا، مد يده إلى طبق المكسرات، كيف تقنع طفلاً عمره سنتان بالكاد، ناديت زوجتي المشغولة بكي ملابس الغد كي تأخذه من عندي، حضرت وشياطين الأرض في عينيها، حملته لغرفة النوم مع جوالها وأقفلت الباب عليه وعادت لطاحونة الكي مجدداً..
الساعة 10:37 م
رسالة من ذات العضو، أحاول تحفيزه على العودة للجامعة، يرفض باستمرار ويتحجج بأنه (تعبان)، لا أدري ما الذي يهمني فيه ؟ هل لأنه يتيم الأبوين كما أخبرني ؟ أم لأنه مهتم باللغة الانجليزية ؟ترى ما هذا (المرض) العجيب الذي يجعله يحب التعلم وفي ذات الوقت يخشاه؟ هل هو (سحر) مثلاً؟ لا أصدق أغلب قصص السحر والمس، أتمنى أن يواصل طموحاته ولا يلتفت لهذه التهيؤات..
الساعة 11:37 م
لا زالت محادثتنا مستمرة، فرغت قارورة البيرة من محتواها، لم يتبق من المكسرات إلا أطلال بيوتها، أوقفت الفيلم عشرات المرات لأرد على استفساراته التي لا تنتهي، سألني عن الكثير في شخصيتي وحياتي وأنا أجيب بكل صبر وبراءة، لعله يشبع فضوله تجاهي لا غير..
الساعة 12:37 ص
ضاعت السهرة، ضاعت رغبة المشاهدة، سأنام برغم أنني قررت السهر، أطفأت التلفاز وحملت جوالي معي لغرفة النوم، كلهم نائمون والجو مثالي لنوم عميق، ما أجمل الهدوء حينما يقترن بهواء (المكيف) البارد ! استلقيت وفتحت (التويتر)، قراءة التغريدات هي طقسي الأخير لما قبل النوم..
الساعة 2:01 ص
ربع ساعة فقط قرأت فيها التغريدات، بقية الوقت مع ذلك العضو، أراجع حديثنا، ليس فيه ما يريب، لماذا لا أستأذن منه وأنام، فعلت ذلك، وضعت جوالي في الشاحن بجانبي ونمت..
الساعة 2:15 ص
استيقظت منعشاً، أنظر للساعة، لم أنم سوى ربع ساعة، لعلي أحلم، سأعود للنوم..
الساعة 2:35 ص
استيقظت مجدداً..
الساعة 3 ص – أذان الفجر
استيقظت خلالها عشرات المرات، أفتح شاشة الجوال لأرى الساعة ثم أعود مجدداً للنوم، أتقلب وكأنني على الجمر..
انتهت الصلاة
استيقظت فزعاً، إحساس غريب بأن الصلاةالتي فاتتني استغرقت وقتا طويلا، وكأن الزمن توقف تدريجيا والثانية صارت ساعة، قلبي يخفق بشدة، أسوأ ليلة قضيتها في حياتي..
الساعة 5:34 ص
خرجت من دورة المياه وقضيت الفرض، سألت زوجتي عن ليلتها، لم تختلف تجربتها عما خضته، كوابيس، تتقلب ذات اليمين وذات الشمال، تسمع أصواتاً، أثق كثيرا في حسها فهي تستشعر الطاقة السلبية في كل مكان وأغلب ما تراه في المنام يتحقق، كتلة من الصفاء الروحي هي..
الساعة 5:38 م
أحتاج لكافيين..
الساعة 5:48 م
ماذا تقولين ؟!
هي متأكدة بأن غرفة النوم ازدحمت بالشياطين والجن، بسبب حالة غضبها وتركها صغيرنا بمفرده، استمعت لها باهتمام، لعل ذلك هو السبب، اتفقنا أن تفتح سورة البقرة في الغرفة حتى تتطهر..
الساعة 6 ص
رسالة في الواتس آب من العضو إياه
، (صباح الخير، كيف كانت ليلتك ؟ أنا لا زلت مستيقظا)، كتبت الرد ولم أرسله، قد ألمح لي من قبل أنه (تعبان)، هل يعني ذلك أن تواصلي معه كان جسراً لمرورهم إلى منزلي، هل هم يحمونه من شيء ما؟
قطع تساؤلي صوت زوجتي وهو تسألني إن كنت ناديتها، لم أفعل حتماً..
الساعة 6:25 ص
لا أزلت أفكر في هذه الليلة الكئيبة، بردت قهوتي، ذاب عقلي من التفكير، أريد تفسيراً لما حدث، رسالة أخرى في الجوال (يعني ما تبغى تصبح علي)، رسلت ردي الجاهز من ساعة تقريباً، لن أغضبه حتى أفهم ما الذي جرى..
أقرأها الآن لصديقتي..
كلها لهفة و هي تسمعني 😍