جريان

img_7434

في البدء 

كان النهر العظيم 

نهر الأرواح النقية 

نهر البراءة والطهر والفطرة 

يجري هذا النهر بلا انقطاع 

في الطريق لبحر النور

يبعث الحياة في الأرض ومخلوقاتها 

تحفه الملائكة بأجنحتها 

وتقوده قطرات من النبع الصافي والنور الضافي

ثم جاءت الشياطين 

تحفر في أطراف النهر 

حفرا تجمع فيها من القطرات التي تشذ عن اتجاه النهر 

اتسعت الحفر وصارت مستنقعات صغيرة ثم كبيرة

هذا النهر العظيم 

يجري بروية وسلاسة 

قطرات من النور تتبع بعضها 

وعلى ضفافه مستنقعات آسنة 

تحاول بعض الموجات هدم الحواجز الطينية

كي تعود القطرات الضالة إلى مجرى النهر 

قطرات منها تستجيب وأخرى استمرأت السكون الفاسد 

تأتي الشمس الحارقة 

شمس الحياة والموت بأمر الله

تتصاعد قطرات النهر إلى السماء 

وتتبخر قطرات المستنقعات 

تمطر السماء مجدداً

منزلة قطرات بريئة على الفطرة 

تغوص في النهر لتواصل مسيرة الحياة 

مسيرة نهر الأرواح العظيم 

وما تبخر من المستنقعات لا يعود 

فالسماء لا تفتح أبوابها إلا للأرواح الزكية 

وما خبث يذوق الحرارة ولا يعود 

في البدء كان النهر صافيا رقراقا 

وسيعود كما كان 

آن له أن يعود

 

رأيان حول “جريان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s