في البدء
كان النهر العظيم
نهر الأرواح النقية
نهر البراءة والطهر والفطرة
يجري هذا النهر بلا انقطاع
في الطريق لبحر النور
يبعث الحياة في الأرض ومخلوقاتها
تحفه الملائكة بأجنحتها
وتقوده قطرات من النبع الصافي والنور الضافي
ثم جاءت الشياطين
تحفر في أطراف النهر
حفرا تجمع فيها من القطرات التي تشذ عن اتجاه النهر
اتسعت الحفر وصارت مستنقعات صغيرة ثم كبيرة
هذا النهر العظيم
يجري بروية وسلاسة
قطرات من النور تتبع بعضها
وعلى ضفافه مستنقعات آسنة
تحاول بعض الموجات هدم الحواجز الطينية
كي تعود القطرات الضالة إلى مجرى النهر
قطرات منها تستجيب وأخرى استمرأت السكون الفاسد
تأتي الشمس الحارقة
شمس الحياة والموت بأمر الله
تتصاعد قطرات النهر إلى السماء
وتتبخر قطرات المستنقعات
تمطر السماء مجدداً
منزلة قطرات بريئة على الفطرة
تغوص في النهر لتواصل مسيرة الحياة
مسيرة نهر الأرواح العظيم
وما تبخر من المستنقعات لا يعود
فالسماء لا تفتح أبوابها إلا للأرواح الزكية
وما خبث يذوق الحرارة ولا يعود
في البدء كان النهر صافيا رقراقا
وسيعود كما كان
آن له أن يعود
بصراحة اشتقت لهالمدونة
الرائعة 😊
مدونتك وتحت أمرك في أي وقت