كونك شخصاً حساساً فوق اللزوم..
يعني بأنك تتمتع بإدراك فائق واستخدام لكل حواسك لأعلى حد ممكن، ترى ما لا يراه الآخرون، تسمع أدق الأصوات، كل لمسة لديك لها معنى، كل رائحة تستجلب مشاعر وذكريات، تدلل نفسك بالتذوق البطئ المليء بالمعاني..
ذوقك راقٍ جداً فيما تلبسه وتسمعه وتتذوقه وتقرؤه، ينبهر من حولك بقدراتك، يصغون لأحاديثك، يشعرون بالأمان حولك، يتمنون أن تطول الثواني والدقائق والساعات بجانبك..
لكنك بالمقابل هش تجاه النقيض، المناظر التي تزعجك ونظرات الاحتقار والحسد والكبر، الأصوات المقلقة والصاخبة، اللمسات الخشنة، الروائح المنتنة، الذائقة العفنة..
قد تهد كلمة جدار ثقتك، وتفسد تلميحة متنمر جمال يومك، ويدمر خداع مقرب إيمانك بمن حولك..
تعيش في أقصى درجات الإحساس البشري فتشعر بكل شيء، ومع تقادم الأيام تبني الحوائط بينك وبين أحاسيسك فتذبل، بينك وبين الآخرين فيتباعدون عنك، تعيش الوحدة التي لا تؤثر فيك فأنت تستمتع بها، وعلى النقيض تفتقد أهم ما قد يقدمونه لك، التحفيز المستمر الذي هو كالهواء والماء لروحك المتعطشة..
سأنصحك بأن تكون متوازناً..
ستكون أصعب مهمة تواجهها على الإطلاق..
أن توازن بين ما تريد وبين ما أنت عليه وبين ما يتوجب عليك التنازل عنه من أجل البقاء..