يمسك بيد حبيبته عند الجسر، عشرات من الأشخاص حولهم مع أحبائهم، يكتبون أسماءهم على قفلٍ ويعلقونه على حاجز الجسر، يراقبهم، يفعل مثلهم، يلتقط صورة بلهاء للقفل، يغادر وكلي يقين أنه لن يتعرف على مكان القفل بين مئات الأقفال إن عاد مجدداً..
هذا الحاجز المثقل بالأقفال هو أنا، لكنني هنا مثقل بالأسرار، لم أعرف يوماً السبب الذي يجعل حتى الغرباء يبوحون لي بأسرارهم، أخبرني أحدهم يوماً بأنني وغدٌ أحمل ملامح مريحة للعين، لم يمنعه ذلك من تحميلي بعض أسراره ثم مضى في سبيله..
انهار الحاجز وسقط في الماء، سقطت في القاع أحمي أسرارهم التي كبلت حركتي بالأسفل، بين الفينة والأخرى أرى بصيص ضوء بالأعلى، أجاهد نفسي على الصعود، أجد شخصاً آخر يريد أن يبوح لي بسره، آخذ نفساً عميقاً، استمع إليه، يضع قفله على جسدي، لقد أصبح سره في الحفظ والصون، وأعود لأغرق مع أسرارهم التي لن أستطيع البوح بها رغم نسيان أصحابها..
أصبحت أشبه قاع المحيط، مظلم، غامض، مليء بالأسرار التي لا قِبل ببشري بخوضها..
عظيم هذا النص
أسعدتني يا وجيه 🙏🏼