نصف الصحافة والإعلام بشكل عام بالسلطة الرابعة، وأول من استخدم هذه التسمية الروائي ادموند بيرك ثم بعده اشتهر المصطلح مع الاسكوتلندي كارلايل في كتبه ..
سميت بالسلطة الرابعة في القرن الثامن عشر كإشارة إلى السلطة الأولى وهي الحكام والثانية وهي النبلاء والثالثة وهي المواطنون في مجلس النواب ..
تطور المصطلح في الولايات المتحدة الأميريكية نظرا لأن السلطات هناك ثلاث تشريعية وقضائية وتنفيذية وهي على الترتيب
الكونجرس والمحكمة العليا والبيت الأبيض ..
ونظرا لدور الصحافة الكبير في كشف الفساد في القرن الماضي
مثل فضيحة ووترجيت مع الرئيس المستقيل نيكسون وعدد كبير من القضايا الأخرى المهمة التي فضحت شركات التبغ والأدوية والاسلحة، ترسخت في أذهان الناس أن الصحافة المستقلة هي سلطة لا تقل أهمية عن السلطات التي تحكم المجتمع وتنوّر وتوجه الرأي العام ..
المفارقة في الموضوع أن هناك من يسميها في مجتمعنا أيضا بأنها سلطة رابعة مع أنه في وجهة نظري لا وجود للسلطة الثانية ولا الثالثة، هناك سلطة وحيدة تتمثل في ولي الأمر الحاكم وما عداه فيأتمرون بأمره فلا القضاء مستقل ليحاسب الأداء الحكومي ولا مجلس الشورى مستقل فيقيم الأداء أيضا، والإعلام مشغول بالتلميع وبعض الانتقادات التي لا تصل لدرجة الإطاحة بمن هم في قمة هرم الفساد، ناهيك عن كونهم تحت مظلة وزارة الإعلام وليسوا مستقلين بالمعنى الحقيقي، توجد نماذج مضيئة لدينا في الصحافة والإعلام لكنهم معدودون ولا يتمتعون بالحرية التي تميز أقرانهم في الدول المتقدمة ..
يتداول في أوساط الناس مصطلح السلطة الخامسة كمسمى للموقع الشهير ويكيليكس الذي فضح الكثير من الوثائق الحكومية الدولية والذي أسسه الاسترالي جوليان أسانج الملاحق من الكثير من الدول ويقال عندنا أن وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر والمدونات أصبحت منصات مهمة لتشكيل الرأي العام ولذلك ربما تستحق ان يطلق عليها السلطة السادسة أو الخامسة مناصفة مع ويكيليكس ..