ماذا لو أتيحت لك الفرصة مرة واحدة للذهاب للزمن الذي ترغبه، هل تذهب للماضي أم المستقبل ؟!
ربما تتساءل :
-لو ذهبت للماضي فقد تتسبب بتأثير الفراشة وقد يتغير المستقبل كما تعرفه..
-لو ذهبت للمستقبل فأنت تذهب للمجهول، ربما يفوق التطور الحضاري استيعابك فلا تنسجم، وربما لا تجد شيئا من ذلك وترى العالم تدمر بسبب الحروب..
كثير من العلماء تساءلوا عن جدوى التنقل عبر الزمن والذي من الممكن إثباته معمليا كما هو نظريا، كما تفسر النظرية النسبية باختصار أن الزمن هو كالمكان في البعد الرابع ولا يسير في خط واحد بل هو أشبه بالحلقة وقد يتاح لنا التنقل بينها بطريقة أو بأخرى كما نتنقل في الأماكن..
ثيمة السفر عبر الزمن شهيرة جدا في أدب الخيال العلمي، كتب المؤلف هـ. ج. ويلز عنها عام 1895 رواية (آلة الزمن) التي استلهم منها العديد من الأعمال الأدبية والأفلام..
هناك أيضا العديد من الحوادث الغريبة التي وثقت في الصور والرسوم، وفيها أشخاص يرتدون ملابس أو أجهزة عصرية، في زمن يسبق زمننا بقرون..
أفضل كاتب عربي تكلم عن هذه الثيمة باقتدار هو الكاتب المصري الرائع د. نبيل فاروق في سلسلة ملف المستقبل وأبطالها نور وأكرم ونجوى ونشوى وس-18 وفي العديد من القصص القصيرة في سلسلة كوكتيل 2000..
أحدث النظريات عن التنقل عبر الزمن هي باستخدام افتراضي لظاهرة الثقوب السوداء فنظرا لانعدام الجاذبية فيها فقد يحدث انحناء شديد للأبعاد فتقترب الأماكن والأزمنة من بعضها فيسهل التنقل وهي نظرية خيالية قدمت أخيرا في فيلم Interstellar..
دعونا من النظريات قليلا ولنتأمل حادثة حقيقية وقعت للمعلم الأول ﷺ..
معراج الرسول إلى السماوات في دابة البراق التي من وصفها قد تسبق سرعتها الضوء بمراحل، وصل الرسول ﷺ إلى كل سماء وقابل فيها نبيا رسولا صلوات الله عليه جميعا، كلمهم وحادثهم ثم توجه لآفاق الكون وتعداه، رأى الجنة ومن ينعمون فيها، ورأى النار ومن يعذبون فيها..
عاد لنا في نفس الليلة وحكى كل ما صار له في رحلته العجيبة التي هي بحق أعجب رحلة في تاريخ البشر..
هلا تأملنا قليلا، كيف قابل الأنبياء وهم لم يبعثوا بعد..
كيف رأى النار والجنة ومن فيها، ووصفها وهو يراها رأي العين، ولم تقم الساعة بعد ولم يحاسب أحد ولم يدخل الجنة أو النار أحد بعد، لأنه كما تعلمنا في الأثر الشريف أن المرء يعذب أو ينعم في قبره ويرى مكانه في الجنة أو النار، ولم تتجاوز الآثار ذلك ..
أليست تلك إشارة واضحة إلى أنه ﷺ سافر إلى المستقبل البعيد ثم عاد للدنيا بقدرة الله سبحانه..
إن مفهوم الزمن عند خالق الزمن عز وجل هو غير مفهومنا، فنحن لا نتجاوز حركة الشمس والقمر في الشهور بمحدودية الساعات والأيام والسنوات، لكن اليوم عند الله بألف أو خمسين ألف كما قال سبحانه في القرآن..
والأحداث جميعها حدثت في علم الله سبحانه وتعالى من ماض وحاضر ومستقبل ثم أمر القلم بكتابتها في اللوح المحفوظ..
أختم بفكرة عجيبة وهي تخيلنا نحن الزمن وتقسيمنا له بأنه ماض وحاضر ومستقبل، مع أن المنطق يقول أنه لا وجود للحاضر، فما حدث قبل ثانية صار من الماضي، وما سيحدث بعد الثانية هو في حكم المستقبل، وكل ثانية تمضي من عمرنا هي تتراوح بين الماضي والمستقبل ولا وجود للحاضر سوى في عقولنا كحالة نفسية إدراكية نفرق بها الأمس عن الغد لا غير..
بداية عشق فكرة التنفل عبر الزمن بدا معاي وانا صغير مع كرتون رحلة عنابة 😂😂.
الوصول لسرعة الضوء قد يكون من المستحيلات ولكن لا نعلم ماقد يخبأه القدر. قد نستطيع نقل اشياء بسيطة.
مقالة رائعة 👍
أ
أجمل مغامرة والله 🙏🏼 نورتني