أخوان الصفا

19_2017-636464372041704912-170

عندما ترى الكم الهائل من الأحاديث الكثيرة الموضوعة والمكذوبة عن سيدنا المعلم الأعظم ﷺ، وقصص كليلة ودمنة المليئة بالحوارات الفلسفية بين الحيوانات وكذالك قصص ألف ليلة وليلة بعوالمها الكثيرة من سحر وجان وكنوز وممالك وحضارات مختلفة ممزوجة بالعالم الإسلامي وعاداته، يتبادر لذهنك السؤال التالي: من كان وراء هذا كله ؟!

والإجابة التي اتفق عليها بعض المهتمين بأن السبب هم أعضاء الجماعة السرية (أخوان الصفا)..
هذه الجماعة التي بزغت في القرنين الثالث والرابع الهجري واستمرت لقرون بعدها بشكل خفي والتي أثرت أفكارها على الكثير من العلماء والفلاسفة المعروفين مثل ابن سينا..

وقد اختلف فيها المؤرخون والمفسرون قديما وحديثا، فمنهم من يراها سابقة لعصرها وأوانها من الناحية العقلية والفكرية وأسست لمنهج مستقل يستفيد من كل الأديان والفلسفات، ومنهم من يراها جماعة ضالة ملحدة خبيثة أضرت الدين وأدخلت العديد من القصص والعقائد الباطلة في الأدبيات الدينية، ومنهم من يراها مؤخرا تنظيما معقدا ومتدرجا يجلب النخبة ويستهدف تمييع الدين الإسلامي مع غيره في تنظيم أشبه بالماسونية، في عصر لم يعرف مثل هذه التنظيمات بعد، ويرى بأنهم مع السبئية والاسماعيلة الباطنية من أهم أسباب انقسامات المسلمين وقد نقلت تجاربهم للأوربيين في القرون المظلمة بعدها وساهمت في تأسيس التنويريين أو ما سيسمون لاحقا بالماسونيين..

“أخوان الصفا وخلان الوفا”

هكذا كانوا يسمون في تلك الفترة وكان من أبرز أعضائها ابن المقفع وأبو سليمان المقدسي وأبو هارون الزنجاني وتلقوا هجوما واسعا بسبب رغبتهم في المواءمة بين الفلسفات المختلفة وعلوم الكلام والرياضيات والفلك وبين المعلوم من دين الإسلام وجمعوا مقالاتهم في كتابي (تحف أخوان الصفا) و (رسائل أخوان الصفا) والأخير للمجريطي القرطبي، وشعارهم “التضافر للسعي إلى سعادة النفس عن طريق العلوم التي تطهر النفس” ولعل اشتراكهم مع الاسماعيليين في العديد من القناعات ساهم في سخط الناس عليهم..

تحدثوا في رسائلهم عن العديد من المواضيع ومنها نشأة الكون وماهية الروح ونظرية تطور الكائنات وحتى بعض أفكار الفلاسفة الذين سبقوهم كالكندي والفارابي من المسلمين والبقية من اليونانيين خاصة ثم الهنود والفرس..

في وجهة نظري أثرت سرّيتهم وغموضهم وتراتبيتهم في الانضمام لهم كذلك قوة تأثيرهم على الفكر الإسلامي وقتها على نظرة العديد لها سابقا بأنها فرقة ملحدة ضالة، وأثرت أيضا على نظرة البعض لها حاليا بأنها نسخة قديمة للماسونية الحديثة بنفس الأفكار والضلالات، ولقلة الكتب والدراسات عنهم ترسخت هذه النظرية في عقول الكثير خصوصا محبي (نظرية المؤامرة)..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s