من هو ذو القرنين ؟!

maxresdefault

يقول سيد قطب في كتابه (في ظلال القرآن) : “ذو القرنين، النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض، وييسر له الأسباب، فيجتاح الأرض شرقا وغربا، ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر، ولا يطغى ولا يتبطر، ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان، ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق، ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه، إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به، ويساعد المتخلفين، ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل، ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح، ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله، ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته، وأنه راجع إلى الله”..

قصة ذو القرنين مثيرة للاهتمام وبها الكثير من الألغاز ولم يتوصل أحد إلى الآن لمكان السد الذي بناه على يأجوج ومأجوج..

ترى من هو هذا الملك الصالح الذي احتارت فيه التفاسير ونسبته لستة شخصيات على الأقل ولكل شخصية منها أدلة وأسباب تؤكد أنه هو، سنستعرضها جميعا باختصار غير مخل ولك عزيزي القاريء أن تبحث بإسهاب لاحقا..

الشخصية الأولى التي يُعتقد بأنها ذو القرنين هي سيدنا سليمان عليه السلام، وذكرها باحث مصري، دليله هو قوله تعالى عن ذو القرنين (وآتيناه من كل شيء سببا) وقوله تعالى على لسان سليمان عليه السلام ( وأوتينا من كل شيء)، لكن هناك حديث عن الرسول ﷺ رواه ابن عباس عن الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض ومنهم المؤمنان ذو القرنين وسليمان في دليل على أنهما ليسا شخصية واحدة..

الشخصية الثانية هي أخناتون ذلك الملك الفرعون الموحد ويذكر ذلك الباحث حمدي أبو زيد ويورد العديد من الشواهد في كتابه (فك أسرار ذو القرنين ويأجوج ومأجوج) وقد يكون المؤلف من وجهة نظري أسقط نظريات كثيرة غير مقنعة عن تقنيات الفراعنة ليثبت وجهة نظره..

الشخصية الثالثة هي الاسكندر المقدوني وهناك العديد من الاعتراضات عليه رغم شهرة هذا الرأي بين الناس لدرجة الاقتناع بسبب تماثيله التي تظهر قرنين في رأسه ولكنهم تناسوا كونه وثنيا أولا وكونه لم يتوجه غربا في فتوحاته وحتى شرقا لم يتعد الصين ولذلك لا تنطبق عليه الأحداث القرآنية بوصوله لمطلع الشمس ومغربها..

الشخصية الرابعة هي أحد ملوك حمير التتابعة ويسمى الصعب بن ذي مراثد، وهذا الرأي شهير جدا لدى المؤرخون والشعراء العرب قبل الإسلام وقد أيدهم كعب الأحبار، واعتمدوا على أن لفظ (ذو) مخصص للملوك التتابعة الحميريين، وأن لهم خبرتهم في بناء السدود كسد مأرب، وهناك العديد من القصائد في فترة ما قبل الإسلام تتحدث عن ذي القرنين..

الشخصية الخامسة هي شخصية قوروش أو كورش الأخميني الفارسي، ويؤيدها العالم أبو الكلام آزاد الذي كتب كثيرا عن هذا الموضوع، واستند إلى الكتب العبرية القديمة ككتاب عزرا وكتاب دانيال عليهم السلام، وأن قورش هو من حرر اليهود من السبي البابلي ويكنون له تعظيما وإجلالا كبيرا، وفي شاهد قبره في إيران صورته بخوذة لها قرنين، ويؤيد ذلك تفسير بعض المفسرين لآية (ويسألونك عن ذي القرنين) حيث أن اليهود أرادوا تعجيز الرسول ﷺ بسؤالهم عن تلك الشخصية التي لا توجد إلا في كتبهم القديمة فجاءت الإجابة مفصلة في سورة الكهف..

الشخصية السادسة هي شخصية الاسكندر الأول – غير الاسكندر المقدوني الثاني وهذا سبب الخلط- وهذه الشخصية يذكر ابن كثير أنها عاصرت سيدنا ابراهيم عليه السلام وطافت معه بالكعبة وكان وزيره الخضر عليه السلام تلك الشخصية الغامضة التي أوتيت من العلم الكثير..

حيرة أليس كذلك ؟! والله أعلم وأحكم وأدرى بصاحب ذلك اللقب، الملك الصالح الذي جاب المشرق والمغرب، ويذكر أنه في أقصى المغرب وصل للعين الحمئة والتي رجح أحد الباحثين أنها في بركان يلوستون في أميركا الشمالية..

يبقى أن نذكر سبب تسميته بذي القرنين، هل بسبب قرنين أو شج في رأسه، هل نسبة لخوذته وتاجه والتماثيل التي نحتت على صورته، هل لأنه فتح المشرق والمغرب، الله ورسوله أعلم ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s