هل أرضنا مجوفة ؟!

maxresdefault-2

كوكبنا مجوف من الداخل ، نظرية مثيرة للاهتمام، كنت متيما بهذا الموضوع في السابق، وصلت لقناعة أكيدة حينها بأن احتمالية وجود كائنات ذكية في جوف الأرض تفوق بمراحل احتمالات وجودها في المجرات الأخرى، ساعدني في الوصول لهذه القناعة العديد من الشواهد والأدلة والكتب التي لن تتسع مساحة المقال لها جميعا، سأحاول قدر المستطاع استعراض معظمها وسأبين قناعتي الحالية في نهاية المقال وما إذا كانت مختلفة عن السابق أو تعززت..
هناك بالطبع العديد ممن يرون هذه النظريات زائفة ومبالغ فيها ولا تستند لأساس علمي بل هي محض خرافات لا غير ولا يوجد في باطن أو جوف الأرض سوى المعادن سواء في القشرة الداخلية أو اللب الخارجي واللب الداخلي وأحد الأفلام الممتعة التي شاهدتها وتتناول هذا الجانب هو فيلم The Core..

 بإمكانكم البحث حول مصطلح جوف الأرض في شبكة الانترنت بإدخال الكلمة الدليلية (hollow earth) وستحتاجون حتما لأيام عدة حتى تنتهوا من قراءة كل المدونات والمقالات ومشاهدة الصور والفيديوهات التي تجزم بوجود كائنات عاقلة تعيش معنا في كوكبنا ولكنهم في جوف الارض..

نظريتهم الأولى تقول أن الغرباء (Aliens) الذين يسمونهم بالرماديين والذين كنا نعتقد بأنهم يحضرون في أطباقهم الطائرة (UFO’s) إلى كوكبنا ويخطفون البشر لدراستهم ثم إعادتهم مرة أخرى، هم ليسوا من الفضاء بل قدموا من جوف الأرض، ويدّعون أن الحكومات العالمية على علم بهذا الموضوع، وأن المنطقة المشهورة في ولاية أريزونا باسم (area 51) هي المدخل ومقر التجارب الذي يتعاملون فيه مع هذه الكائنات المتقدمة عنا..

يؤيد هذه النظرية العديد من عشاق نظرية المؤامرة ويستندون إلى عدة كتب ومشاهدات سأذكرها لاحقا في المقال، منهم الكاتب الجدلي الشهير ديفيد آيكة والذي يدعي بأنهم جنس متحدر من الزواحف، وأن هناك سلالة منهم تزاوجت مع البشر وأنجبت منذ آلاف السنين ما نسميهم بذوي الدماء الزرقاء وهم من حكموا بلاد الفراعنة وبابل ويحكمون العديد من الممالك والدول الحالية وذكر ذلك في كتابه (السر الأكبر)..

يستندون حتى على كتب الخيال العلمي الروائية مثل رواية جولز فيرن الفرنسي (رحلة إلى مركز الأرض) التي توجه أبطالها إلى داخل الأرض ووجدوا عوالم غريبة وديناصورات وكائنات مختلفة وفي رواية جوناثان سويفت (رحلات جاليفر) الذي قابل الأقزام والعمالقة، واستنادهم يعود لادعائهم أن الكاتبين هما عضوين أصلا في المحفل الماسوني وبذلك لديهم علم عن سكان جوف الأرض خصوصا أنهم يخدمون ذوو الدماء الزرقاء – حكام هذا العصر..

وقد حددوا أماكن عدة كمداخل يعتقدون أنها تؤدي لعوالم جوف الأرض ومنها القطبين الشمالي والجنوبي ومنتصف الولايات المتحدة بين بركان يلوستون والمنطقة 51  وتحت الهرم الأكبر والعديد من كهوف الهيمالايا في التبت وكهوف جبال السروات في جزيرة العرب وأيضا مداخل بحرية تحت مثلثي برمودا في المحيط الاطلسي وفرموزا التنين في المحيط الهندي ويدّعون أيضا أن الاختفاءات المتكررة للبشر في تلك البقاع ماهي إلا بسبب دخولها في جاذبية جوف الأرض وانتقالها للجهة الأخرى، وربما هناك صورة واضحة لهذا التخيل في أحد أجزاء فيلم قراصنة الكاريبي حين يغرق القرصان جاك سبارو السفينة ويقلبها لينتقل للجهة المقابلة من الأرض..

هناك أيضا بعض من زاروا هذه العوالم وعادوا ليحكوا لنا ويكتبوا عن تلك العوالم..

أول من قرأت له تناولا لهذا الموضوع هو الراحل أنيس منصور في كتابه (الذين هبطوا من السماء) وفيه يحكي قصة رجل هندي غني جدا كان يجوب أوروبا في بداية القرن العشرين ويدعي أنه من بلاد عظيمة اسمها أغارثا Agartha في باطن الأرض وتقع تحت جبال الهيمالايا في التبت، عزز ذلك كونه يتحدث عشرين لغة حية وميتة بطلاقة وأحضر معه عملات ذهبية عجيبة، وأيد ذلك خروج طفلين بلون أخضر في أسبانيا من أحد الكهوف وقالوا بأنهم حضروا من باطن الأرض..

في الأثر عن المعلم الأعظم الرسول ﷺ في عدة أحاديث لا أدري مدى صحتها، في الأول في سنن أحمد يتحدث عن السبع أراضين والسبع سماوات وأن المسافة بين كل منها هو مسيرة خمسمائة سنة، ورجح البعض كون هذه الطبقات من الأرض هي في كوكبنا ولكن في الداخل، وفي الحديث الثاني في تاريخ الطبري أنه بعد المعراج دخل لقوم يأجوج ومأجوج فرفضوا الاستجابة لداعي الله ولكن من استجاب لدعوته هم سكان مدينتين عظيمتين في جوف الأرض..

وهناك أيضا القصة الشهيرة للصحابي ضريك النميري الذي دخل بئر القلت التاريخي في الباحة وتوغل فيه عميقا إلى أن وجد أرضا مأهولة وحدائق غناء، عاد منها بورقة تين كبيرة بحجم الانسان وأحضرها حين قابل سيدنا عمر رضي الله عنه..

أيضا مغارة سمرقند التي حدثت فيها الكثير من الاختفاءات بلا عودة، وكل من عاد منها حكى الأهوال والعجائب، وفي كتب المقريزي وابن بطوطة يذكرون بشرا برؤوس كلاب وبشرا وجوههم في صدورهم ويذكرون أنهم أصلا من قوم يأجوج ومأجوج في باطن الأرض..

هناك سلسلة مطولة عن هذه العوالم العجيبة للكاتب أسامة مرعي الذي يسرد العديد من القصص والشواهد ليؤكد وجود يأجوج ومأجوج وعوالم أخرى معهم هناك في جوف الأرض في خمس أراضين وأن الشياطين والجن يعيشون هناك في الأرض السادسة القريبة والمحاذية لنا وهناك يسكن ابليس والدجال وأعوانهم – في وصف آخر لنظرية الغرباء الرماديين في بداية المقال – وهم ينتظرون الفرصة للخروج والسيطرة على الأرض حينما يحين وقتها، وبعدها ستفتح بوابة باقي الأراضين ويخرج يأجوج ومأجوج بعدهم..

أجمل كتاب قرأته في هذا الموضوع هو كتاب (سيد الضباب أو إله الضباب) لجورج إيمرسون والذي يحكي ذكريات الرحالة النرويجي أولاف يانسن مع ولده حيث دخلوا في فتحة القطب الشمالي وقابلوا سكان أغارثا ثم خرجوا من فتحة القطب الجنوبي في رحلة طويلة مليئة بالعجائب، أيضا يحكي الأدميرال الأميركي ريتشارد بيرد عن مغامرات مشابهة له وكيف أنه قابل ملوك أغارثا ووعدوه بتزويده بالعديد من الأسرار والعلوم، لكن الحكومة الأميركية تحفظت على كل ما كتبه وأحضر معه حينها، ويذكر أيضا الرحالة العربي الشهير أحمد فضلان في رحلته لبلاد الشمال أنه قابل أحد العمالقة في حضرة ملك الصقالبةفي قصته الشهيرة التي مثلها أنتونيو بانديراس في فيلم المحارب الثالث عشر..

في رأيي الخاص أن الموضوع قابل للتصديق لدرجة كبيرة خصوصا أننا في تراثنا نحكي عن قصص المخطوفين الذين خطفهم (أهل الأرض) وعندما أعدت قراءة كتاب (ثمانون عاما بحثا عن مخرج) وعوالم الأرض الوسطى في سلسلة (سيد الخواتم) تفتح عقلي للمزيد من الاحتمالات..

علم ذلك جميعا عند الله سبحانه وتعالى ومصداقا لقوله (ويخلق ما لا تعلمون) ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s