خاتم واحد يحكمهم جميعاً

wallup.net

خاتم واحد ليحكمهم، خاتم واحد لإيجادهم، خاتم واحد لإحضارهم، وفي الظلام يقيدهم..
هكذا بدأت الملحمة الاسطورية الفانتازية (سيد الخواتم) للكاتب الانجليزي ج. ر. تولكين والتي تعتبر من أفضل الروايات في القرن العشرين حيث نشرها بعد الحرب العالمية الثانية وقد أثرت على أسلوب وفكر الكثير من الروائيين المعاصرين ولعل أشهر من اعترف بتأثره جورج مارتن مؤلف (لعبة العروش) ..
استغرق الكاتب أكثر من عقد ونصف من الزمان لإكمال الرواية منذ أن بدأ بقصة شعب الهوبيت ومن ثم تشعبت عوالم الأرض الوسطى..

من النادر أن تجد شخصيات البشر والأقزام والسحرة والمسوخ والجن والتنانين في رواية واحدة بهذا الاتقان، لكن هذا ما نجح فيه تولكين بامتياز حتى يلقب بعراب الفانتازيا الحديثة، لدرجة أنه ابتكر عالماً متكاملاً سماه بالأرض الوسطى ووضع ممالكاً لكل شعب وعصوراً ثلاثة تقدر بآلاف الأعوام تؤرخ للصراعات فيما بينهم، بل وحتى ابتكر لغاتٍ جديدة في روايته ووضع معجماً خاصاً بها..
الثيمة المبسطة للرواية تدور حول سيد الظلام (سورون) الذي تغلب على (مورغوث) الذي يعتبر الشكل المطلق للشر وأخذ كل قواه منه في العصر الأول، وفي العصر الثاني يسيطر على الأرض الوسطى ويخدع الجن ليصنعوا له خواتم القوة التي يوزعها على زعماء الممالك، 3 خواتم لملوك الجن و7 للأقزام و9 للبشر، ثم صنع خاتماً بدون علمهم لا تؤثر فيه النيران ويسيطر على الخواتم جميعاً ويدفعهم لطاعته رغماً عنهم، لكن الشعوب اتحدت ضده وقاتلته وقام (ايسلدور) البشري بقطع يده التي يضع فيها الخاتم لتنتهي المعركة، لكن الحرب لم تحسم، فقادة البشر مُسخوا لظلال قاتمة تسمى (نازغول) وعاشت روح (ساورون) وتشكلت في جسد مظلم تبحث عن الخاتم الذي فقد في المعركة ووقع في نهر (أنودين) العظيم، ولأن للخاتم إرادة مستقلة فقد كان يؤثر في حامله ليعود إلى سيده، إلى أن وجده اثنان من شعب الهوبيت بعد قرون من السلام والهدوء، وقام أحدهما (سميغول) بتأثير من الخاتم بقتل الآخر (ديجول) وحمله لفترة طويلة حتى تحول لمخلوق بشع سادي (غولوم) واختبأ في الكهوف حتى سرقه منه الهوبيت (بابلو باجينز) في رحلته لمساعدة الأقزام لاستعادة مملكتهم من التنين (سماوغ) بطلب من (جاندولف) الساحر الرمادي..
يبدأ العصر الثالث بأحداث البحث عن الخاتم وتدميره ومعه روح سيده (ساورون) بتصميم من تحالف السحرة والحكماء الذين جمعوا حولهم الهوبيت والأقزام والجن والبشر من جديد ليواجهوا قوة (ساورون) المتعطش لاستعادة الخاتم وسيطرته على الأرض الوسطى من جديد بمساعدة جيوش المسوخ الجرارة والسحرة الخونة، ولأن قوة الخاتم مدمرة فيوكل (جاندالف) المهمة لثلاثة من الهوبيت مهمة الذهاب بالخاتم للبركان الذي صنع فيه سيد الظلام (ساورون) الخواتم ليدمرونه للأبد..
تدور أحداث الروايات الثلاثة اللاحقة لرواية الهوبيت وهي (رفقة الخاتم) و(البرجان) و(عودة الملك) عن الصراع المعقد بين ممالك الأرض الوسطى بينما يتوجه (فرودو) حفيد (بابلو باجينز) مع رفاقه من الجن والبشر والأقزام والهوبيت لتدمير الخاتم بمساعدة (جاندالف) في قالب مثير للغاية..
الرواية رمزية بامتياز، حيث أشار العديد من القراء والنقاد إلى تشابهها مع أحداث تاريخية معينة، فيرى بعضهم أن الأرض الوسطى يقصد بها الشرق الأوسط وبعضهم إلى ممالك خفية في جوف الأرض، وتداخلت فيها بعض قصص بني اسرائيل وأساطير السلتيك وسحرتهم، وأسقط بعض المعاصرون شخصية (فرودو) على الملك داود عليه السلام وثيمة الخاتم على الخاتم السليماني نسبة لسليمان عليه السلام..
قدمت السينما هذه الرائعة في فيلم رسوم متحركة في نهاية السبعينات ثم في سلسلة أفلام وصلت إلى 6 أجزاء نالت العديد من الجوائز كالاوسكار والجولدن جلوب والبافتا وغيرها..
حينما قررت مشاهدتها مجددا قبل فترة وقراءة الرواية، وجدت أنها ستستغرق مني 21 ساعة لمشاهدة للأفلام وأسبوعين لقراءة الكتب، ويالها من طريقة ممتعة لقضاء الوقت أوصيكم بها في صحبة تولكين وعالمه الاسطوري الذي ألهمني حقيقة في كتابة وتوسيع عوالم (خرافين) للأساطير الجيزانية..

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s