د. نبيل فاروق vs د. أحمد خالد توفيق (الرائعان)

بقلم الصديق المبدع أ. يحيى قبع

كل عدد جديد يكتبه أحدهما هو وعد بلحظات وأوقات ماتعة شائقة جداً..

واختلاف أسلوبيهما وأفكارهما في النهاية في صالحنا نحن القرّاء..

سأذكر هنا أشياء هي من وجهة نظري فقط فيما يميز أحدهما عن الآخر

1- يميل الرائع د. نبيل في الغالب إلى العناوين التي تحمل كلمة واحدة قوية تعبر عن القصة ( المحترف ، الأستاذ ، القناص … )

أو كلمتين : صفة وموصوف أو مضاف ومضاف إليه ( أبواب الجحيم ، مذاق الدم ، الفهد الأبيض …. )

ربما مرة أو مرتين استخدم عنوانا طويلا ( كالموت لا يأتي مرتين ) وهو بهذا يميل إلى الأسلوب الكلاسيكي المعتمد وقتها..

بينما يميل الرائع د. أحمد إلى الإبتكار في هذه الناحية..

فعنوان القصة بالنسبة له أهم من القصة نفسها كما ذكر في إحدى رواياته.. فتجد أنه يستخدم بالإضافة إلى ذلك – جميع الأنواع المعروفة وغير المعروفة وغير المألوفة في صياغة عناوين رواياته حتى لو كتب عنوانا في سطرين ( أسطورة الرجال الذين لم يعودوا كذلك )، أو مجرد رقم ( 1919 ) أو حتى ( أسطورة ؟؟؟؟ ) و ( 099### ) !

الحقيقة أرى أنه يستحق نقطة تفوق في هذه النقطة

2- الشخصيات الرئيسية :

يرى الرائع د. نبيل أن البطل في رواياته والبطل المساعد يجب أن يكونا أنموذجا مثاليا في كل شيء حتى في الصفات الخَلقية..

فهو يتعامل مع قالب معين الوسامة ، الجمال ، الانضباط … الخ

بينما يرى الرائع د. أحمد أن مبدأ البطل وأخلاقه وذكائه أهم من شكله ووسامته وأنني وهو وغيرنا من الممكن أن نصبح أبطالا في قصة ما

نرى في شخصياته الأصلع والقبيح المدخن ( رفعت ) والغير فاتنة ( عبير ) ومع ذلك يحملون قلوبا لا تقل جسارة و ( جدعنة ) عن رجل المستحيل وشعبية تنافس شعبية ( نور وأكرم )..

نقطة لكليهما 👍

3- الشخصيات الجانبية :

لا أتحدث هنا عن الشخصيات المساعدة، بل عن شخصيات جانبية تظهر وتنتهي مع انتهاء القصة

في هذا الجانب يتفوق الرائع د. أحمد على الرائع د. نبيل

ففي الوقت الذي يركز فيه د. نبيل على الشخصية الرئيسية والشخصية المساعدة والخصوم تركيزا كبيرا، يقوم د. أحمد في معظم قصصه على إدخال شخصية قد لا يكون لها دور كبير في مسار القصة، بل لمجرد أنها من تضاريس المكان وديكوراته فقط ويقوم أيضا بإعطائها بعدا إنسانيا أو إجتماعيا أو حتى موقفا ساخرا ، كبواب عمارة مثلا أو مخبر شرطة أو حارس مقبرة

4- طريقة السرد :

يتمسك الرائع د. نبيل بطريقة السرد النمطية ، وصف المكان ، شكل الشخصيات ، .. حتى طريقة نطق الجملة في الحوار بين الشخصيات يصفها ( ظهر الضيق على وجه منى وردت بصوت منخفض .. ) ولهذه المدرسة عشاقها..

كما يجد نفسه دوماً في طريقة سرد ورواية الأحداث كمؤلف لا كبطل القصة..

بينما يركز الرائع د. أحمد على الحوار الداخلي مع النفس الذي قد يأخذ معظم القصة

( ولهذا تجد أنه من الصعوبة تمثيل هذا النوع من القصص على شكل فيلم )

وهو لا يحب وصف الشخصيات

ويترك ذلك لخيال القارئ إلا للضرورة كما أنه يمقت طريقة السرد التقليدية ويشببها بسيناريو الأداء التمثيلي..

وأيضا هو ينوع كثيرا جدا في طريقة روي القصة..

فمن المنظور الأول للرواية الجماعية مختلفة الأراء للطريقة المسرحية لطريقة الرسائل، هناك تنوع كبير..

يجيد الرائع د. أحمد وصف الحالات الاجتماعية والسخرية أكثر من الرائع د.نبيل ، بينما يتفوق الرائع د. نبيل في وصف مواقف البطولة والفروسية..

ويجيد كلاهما وصف مواقف الحزن والفقد والحب وإن كان هناك تفوق بسيط في وصف الحب لدى د. أحمد

5- الكم المعلوماتي في الرواية:

كلا الرائعين أضافا لنا الكثير والكثير في هذا الجانب، ولكنهما – وهذا إبداع في حد ذاته – يقدمان الثقافة المعلوماتية بطريقة مختلفة تماما عن بعضهما..

الرائع د. نبيل ينهج نهج الموسوعات الثقافية ويعرف بكل كبيرة وصغيرة أحيانا، قد يشير إليها بطريقة الحاشية أو قد يسردها سردا ضمن الأحداث..

فالحبكة عنده يتخللها معلومات والأحداث أهم (

أتكلم عن الروايات وليس أرزاق وكوكتيل 2000 )

بينما عند الرائع د. أحمد، ولأنه يستخدم أسلوب الراوي من المنظور الأول فهو يذكر المعلومة من ضمن السرد، وهو أيضا يقيم القصة والحبكة على أساس المعلومة وليس العكس ولذا فإن كم المعلومات في قصة واحدة للرائع د. أحمد يصيبك بالدهشة، وعن ربط هذه المعلومات بالقصة فهذا شيء آخر يحسب له.

6- الحبكة والفكرة وقوة القصة:

هنا يرفع القبعة الرائع د. أحمد للرائع د.نبيل ويعترف بنفسه أن د.نبيل يحافظ على قوة القصة وتشويقها مهما طالت أجزاؤها، وأنا معه في هذا الرأي

للرائع د. نبيل طريقة مميزة في المحافظة على قوة القصة سواء كانت مفردة أو بأجزاء ، والخصوم في قصصه دوما أذكياء وأقوياء ومتعبون للأبطال لأقصى حد، والقصة تحافظ على غموضها واستفزازها لضغط القارئ حتى الصفحات الأخيرة

بينما يعترف الرائع د. أحمد أنه يمل القصة بسرعة ويسعى إلى أن يختمها بأفضل طريقة سريعة ممكنة..

بالنسبة لفكرة القصة فنجد التنوع لدى الرائعين بشكل كبير وإن كانت الكفة تميل لصالح الرائع د. أحمد بحكم فكرة رواياته نفسها

7- الغموض:

الرائع د. أحمد قد يخبرك بأحداث عشرة أعداد قادمة ( لا مشكلة لديه أبدا في هذا الباب ) وكلنا عرف متى كيف سيموت رفعت قبلها بفترة طويلة ، وغير ذلك من الأحداث

بينما يعتبر الغموض والسرية عهدا مقدسا لدى الرائع د. نبيل ، عن تجربة شخصية يستحيل أن يخبرك بشيء مستقبلي في الأحداث مهما فعلت..

بصفة عامة..

أحب أسلوب الرائع د. أحمد أكثر، لكني أحب شخصيات الرائع د.نبيل أكثر 🤗 محدش فاهم حاجة صح ؟

عموما ، هذي بعض من ملاحظاتي البسيطة وليس بالضرورة أن تكون صائبة أحببت أن أشاركها وكلي رجاء أن لا أكون قد اسأت لأحدهما ، فكلاهما أستاذ في مجاله وهما بحق رائعان🌷💓

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s