(1)
مقارنة مع الجهود الوطنية والعالمية .
قصة التطوع قديمة قدم الإنسان وفصّل وتحدث فيها العديد من الكتّاب والمختصين لمن يرغب القراءة عن فكرة (التطوع) بشكل عام، أنوه فقط على أن مفردة (صدقة) في العديد من أحاديث المعلم الأول ﷺ هي معنى أرقى للتطوع..
سأستعرض في هذه السلسلة بعضاً من المواقف والتجارب والآراء والمقترحات عن وضع (التطوع) في منطقتنا من منطلق الواقع والمأمول، آمل أن تفيدكم خبرتي ورؤيتي البسيطة لهذا المجال الحضاري الهام..
الواقع:
الجهات التطوعية في جازان في السابق لم تتعد جهود الجهات الخيرية في الجمعيات والندوة العالمية وهيئة الإغاثة إضافة لجهود الدفاع المدني والكشافة والأندية الاجتماعية والمراكز الصيفية..
لم تكن هناك ثقافة حقيقية عن التطوع بل مجرد جهود متناثرة، وقد يكون هذا هو الحال في المملكة ككل في تلك الفترة، ولكن كل ذلك تغير بفضل أمرين من وجهة نظري:
برنامج خواطر للمميز أحمد الشقيري وأيضا حادثة أمطار جدة المشؤومة عام 2009 وأضيف لذلك مخيمات الإيواء لدينا في تلك الفترة..
بعدها قام العديد من الشباب غير المنضمين للجهات التي ذكرتها أعلاه بتكوين فرق تطوعية تهتم بالإنقاذ والتثقيف والوعي والأطفال والبيئة وغيرها، كان أغلب روادها من المبتعثين الذين شاركوا في حملات تطوعية دولية في الخارج..
لاحقا بدأت الجهود في منطقتنا بتكوين فريق تطوعي في الغرفة التجارية تحول للجنة لاحقا، واحتضنت الندوة العالمية عددا من المبادرات والفرق التطوعية، وفعلت كذلك باقي الجهات تباعا وأتاحت الجامعة فرصة لطلابها في الكليات والأندية الطلابية لمبادرات مشابهة..
ساد الحماس والتنافس بين الجميع، وكثرت التخصصات وازدانت بشباب وشابات يضرب بهم المثل في الإيثار والتضحية ونكران الذات، لكن وهجهم خف في العامين الأخيرين وسأستعرض الأسباب لاحقا في هذه السلسلة..
بقي معي أن أقارن ما سبق مع الجهود العالمية المؤسسية التي تقودها كيانات عملاقة كاليونسيف واليونسكو وديزني وأطباء بلا حدود ومبادرات السميط في أفريقيا والكنائس التبشيرية في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية ومعظم الجامعات والشركات الكبرى التي تقدم مبادرات دائمة فيما يخص الثقافة والفقر والتعليم والبيئة والتنمية ومناهضة الحروب الأهلية، ويشارك في هذه المبادرات مئات الآلاف من الشباب سنويا وعدد المشاركين السعوديين للأسف يكاد لا يذكر..
المأمول:
أختم بتحفيز القائمين على الجهود التطوعية بالمنطقة بأن يبادروا ببرامج متميزة مبتكرة ويوحدوا الجهود فيها لتنتشر باسمهم في باقي مناطق المملكة بدلا من الاستنساخ الدائم لأفكار تلك المناطق – والاستنساخ هنا محمود وجميل – لكن لدينا مبدعين كما لديهم مبدعون وأكثر، فلتقدموا مبادرة تُعرف لاحقا بأن منشأها من هذه الأرض الطيبة جازان، كما أحفز الشباب للبحث عن فرص التطوع في المبادرات العالمية خارج المملكة..
في المقال المقبل سأستعرض تاريخا مختصرا لأبرز الجهود والبرامج التي قدمت في المنطقة في العقد الأخير..
(2)
تاريخ مختصر.
من الصعوبة بمكان العودة عبر الزمن في تاريخ جازان لعشرات السنين حتى أستعرض المبادرات التطوعية التي كان يطلق عليها في ذلك الوقت (جهات خيرية) و(أنشطة طلابية) و( ملتقيات دعوية وتوعوية) ونحو ذلك..
سأعود فقط للعقد الماضي وأسرد أبرز ما أذكره من مبادرات وبرامج في مختلف المجالات ويؤسفني القول أن معظمها رغم جودة نتائجها هي جهود فردية ومبعثرة وتفتقر للتنظيم الاحترافي والمستدام ولن أتطرق لأي أسماء تفاديا للحساسيات ..
على صعيد الأسرة والمجتمع والطفل هناك فعاليات متفرقة أذكر منها أسبوع الطفل الذي اقيم في أوقات سعيدة وبعض الفعاليات الترفيهية والمسرحية المتناثرة في المحافظات والمهرجانات التي ينفذها بعض الفرق الترفيهية (غير المتخصصة) وأركان الطفل في معارض الكتاب في الجامعة ودورات كلية التقنية ومعظم الفعاليات التطوعية غالبا الصحية منها، هناك أيضا الدورات التدريبية للمقبلين على الزواج ودورات التخطيط العائلي والتربية وما شابه في لجان التنمية..
في مجال البيئة نفذ برنامج كشفي بيئي قبل عدة أعوام بجوار القرية التراثية وهناك برنامج أمانة المنطقة الشهير (وبإمكاني) – أعتذر عن حذف الجزء الأول من اسم الحملة لاعتراضنا عليه مرارا- وهناك ناد متخصص لاصدقاء البيئة، هذا غير الحملات التربوية والتطوعية المتكررة لتنظيف الشواطيء والجزر وزراعة شجر المانغروف، ومؤخرا ظهرت مبادرات لنظافة الأحياء بعد مشكلة الأمانة مع متعهد نظافة المنطقة..
أما الشباب فهم مظلومون إلى حد ما، عدا الفعاليات الرياضية والماراثونات وبعض الدعوات لهواة السيارات وهواة الصيد فلا يوجد لهم برامج حقيقية متخصصة، بل أغلبها مدرج تحت برامج التنمية الاجتماعية والسياحة واللجان التطوعية والبرامج والمعسكرات الشبابية والكشفية (المهضوم حقها) في رعاية الشباب والندوة العالمية كجزء من برنامج أكبر وبعض جهود مجالس جماهير الأندية والدورات التدريبية في جمعية واعي وكليات التقنية والتربية ولجان التنمية، وحقيقة افتقدنا الأسابيع التطوعية كأسبوع المرور وأسبوع الشجرة، لكن لا توجد برامج شبابية مستدامة لها هدف ورؤية واضحة ومقرات ثابتة وتخدم أجيالا تلو أجيال، إنشاء مجلس شباب المنطقة كان حلا ممتازا لكنه إلى الآن لم يلق الزخم والدعم والفكر الذي يليق به ويحتاج المجلس لإعادة حساباته كثيرا، أما عن الفتيات فلا تعليق فهن مظلومات بشكل أكبر ولا يوجد لهن وجود حقيقي في المجتمع وبرامج متخصصة تهتم بالنساء والفتيات والبنات، وأتمنى أن يكون لهن تواجد أكبر لكن مع فئة أنقى وأرقى وأحرص عليهن..
فيما يخص الفن والأدب والثقافة من مسارح ومعارض تشكيلية وأمسيات وندوات ودورات متخصصة فهي أيضا متواجدة باستمرار في النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون وبعض الصوالين الثقافية والأنشطة الخاصة بالتعليم والجامعة ومعارض الكتاب ومسرحيات العيد، يغلب عليها النخبوية الزائدة والاعتداد المبالغ فيه بالنفس واهتمامهم الزائد بالضيوف من خارج المنطقة على حساب إبراز أبنائها وابتعادهم عن هموم المجتمع الحقيقية رغم ان المثقف الحقيقي هو من يجعل المجتمع أولا، وهناك تجارب مسرحية وثقافية تستحق الإشادة ولي أن أشيد هنا بتجربة أندية القراءة في الجامعة ونادي القراءة الشاملة في نادي اليرموك وفي البديع والقرفي وقريبا في مدينة جازان والفرق المسرحية المتخصصة في الجامعة ولجان التنمية ..
بينما يقتصر دور الحملات الصحية لدينا على القطاع الصحي في التذكير بالأيام العالمية وإقامة المعارض في المستشفيات والمولات، وبعض الفرق التطوعية المتخصصة في صحة الأسنان والصيدلة التي يقف عليها طلاب وطالبات الجامعة في خطوة تحسب لهم، وجمعية إحسان التي تحتاج لأن توسع نطاق عملها، وحملات التبرع بالدم وأصدقاء المرضى وبرامج ذوي الإعاقة والتوحد، جهودهم المباركة والرائعة منظمة بشكل جميل لكن ينقصها التخصص -بمعنى عدم تكرر العاملين في الحملات لإتاحة الفرصة- وأيضا العمل من أجل المنطقة وليس من أجل الوزارة أو تقليد الآخرين، كأن يكون هناك ترقيم للبرامج يستمر أعواما بلا توقف، مثلا الحملة الرابعة للتوعية بسرطان الثدي، وهكذا ..
يبقى معنا الأنشطة المختلفة التي تقوم عليها الجهات الخيرية والدعوية والفرق التطوعية من برامج دعوة الجاليات وإفطار صائم وكسوة العيد وتوزيع الصدقات وحفظ النعمة والمحاضرات المتنوعة..
وبرامج السياحة العديدة التي تحتاج لأن تقترب أكثر من الفرق التطوعية والشباب ليساعدوها في تنمية الوعي السياحي وتنفيذ البرامج بدلا من استقطاب البرامج المكرورة والمنسوخة والمكلفة من خارج المنطقة، ولو دربوا شبابنا ووثقوا في قيادات العمل التطوعي لأنجزوا بشكل أفضل خصوصا فيما يتعلق بالسياحة البحرية وسياحة المغامرات في الجبال والسياحة الترفيهية والتراثية في المواقع الثابتة كالقرية التراثية والكورنيش الشمالي..
اعتصرت عقلي لأتذكر ما يمكنني تذكره من فعاليات، وترون أن هناك كما هائلا من الفعاليات يقام سنويا في المنطقة، ولكن لماذا لا يوجد هناك لها من أثر حقيقي على المجتمع ؟!
هناك العديد من الأسباب لعل أبرزها قلة التنسيق بين الجهات وعدم وجود رؤية موحدة وهدف واضح عام نصل إليه ببرامجنا التطوعية، تخيلوا لو كانت هناك جهة واحدة مسؤولة عن التنسيق مع كل تلك الجهات والبرامج وتضمن استمراريتها وسهولة انضمام الراغبين إليها وتنفذ مبادرات وطنية وعالمية مستمرة منبعها من جازان ..
في المقال القادم سأتحدث عن أهمية التنظيمات وقواعد البيانات في العمل التطوعي..
(3)
التنظيمات وقواعد البيانات .
من أهم العناصر في العمل التطوعي: التنظيمات المصاحبة للعمل وقواعد البيانات للمشاركين ..
سنتناولها سردا وتحليلا من الواقع الحالي والمفترض ..
الواقع :
هناك اجتهاد كبير في الكيانات التطوعية على الصعيد التنظيمي، وهناك خلط أيضا بين الشؤون الإدارية والتنظيمية، فيما تعتبر تلك الشؤون جزءا من التنظيم، والمركزية الإدارية هي سيدة الموقف في ممارستها للأعمال التطوعية، وتعتمد في برامجها على التفاعل مع الجهات الرسمية ويندر أن تجد لها خطة خمسية أو عشرية ذات رؤية ورسالة محددتين..
الفرق التطوعية أيضا ليس لها صوت في مجلس الإدارة أو المجلس التنفيذية في الكيانات الراعية وتفتقد بعضها للتخصص في مجال تطوعي محدد..
أما قواعد البيانات فهي شبه منعدمة إلا لدى القليل من الفرق والجهات، ولا يستطيع أي متطوع تقديم ما يثبت تميزه وعمله إلا عن طريق الشهادات التي حصل عليها، لكن لا توجد له بيانات ثابتة في موقع أو ملفات يسهل الرجوع إليها ..
المفترض :
سأسرد مثالا افتراضيا مبسطا لطريقة عمل كيان تطوعي بطريقة نموذجية:
كيان أي مجلس للخدمة المجتمعية يجب أن يتكون من أعضاء بينهم خبراء في التخطيط والتدريب والسكرتارية والعلاقات العامة وينبغي أيضا أن يضم جميع رؤساء الفرق التطوعية المنضوية تحت مظلته، يتم اختيار هؤلاء الرؤساء بالانتخاب من فرقهم ويتم اختيار رئيس الكيان بالانتخاب من المجموعة المشكلة للمجلس..
يتم تقديم خطة استراتيجية خمسية مثلا ويتولى خبراء التخطيط والتنسيق والإعلام المواءمة بينها وتوزيعها على مدار السنة ومراعاة الأيام العالمية والأحداث الدولية والتفاعل والتعاون بين الفرق في الكيان، وابتكار برامج ومبادرات مجتمعية موسعة تنسب للمنطقة، ويتم مراعاة جميع الفئات والجوانب المجتمعية أثناء التخطيط كالطفل والثقافة والبيئة والصحة العامة والرواد وذوو الإعاقة، وتكريم العاملين أولاً بأول باستغلال اليوم العالمي للتطوع كما فعلت مشكورة لجنة مجتمعنا التطوعي بالغرفة التجارية والندوة العالمية للشباب الإسلامي..
كل من ينضم لهذه الكيانات تكون بياناته محفوظة وواضحة في موقع أو تطبيق خاص بذلك ويتم إضافة ساعات التطوع لرصيده وسأتحدث عن فوائد ساعات التطوع وآلية تطبيقها في المقال السادس ..
لو طبقنا هذه الآلية ببساطة لن تتأثر الكيانات التطوعية برحيل شخص معين بل ستستمر بنفس القوة وتتوارث الأجيال ذلك الزخم التطوعي المميز، كما يعطي ذلك أيضا المجتمع ثقة في الكيان ودعما له على المدى البعيد وتزداد الشراكات مع المؤسسات المجتمعية كالجهات الأمنية كليات وأندية الجامعة والانشطة المدرسية والمستشفيات والمستوصفات والمولات التجارية ومراكز التدريب ..
الكيانات التي أقصدها هي لجان التنمية الأهلية في الشؤون الاجتماعية والجمعيات المتخصصة ولجنة الخدمة المجتمعية في الغرفة التجارية وأندية الأحياء ومجلس شباب المنطقة والندوة العالمية للشباب الإسلامي والفرق الكشفية وأندية الجامعة الطلابية..
لم أتطرق للجهات الخيرية في مقالي لأن لديهم تنظيما مميزا لكن ما ينقصهم هو احتواء الفرق التطوعية تحت مظلتهم..
(4)
المظلات والمحاضن .
لا يحتاج أي عمل تطوعي فردي إلى جهة رسمية حتى يمارس عمل الخير في أي مجال كان، يشمل ذلك زيارة المرضى والتبرع بالدم وتوزيع الصدقات وسقاية المحتاج وإماطة الأذى عن الطريق وكتابة المقالات والمنشورات المحفزة ونشر الصور والفيديوهات المعززة لثقافة التطوع..
لكن العمل التطوعي الجماعي المؤسسي يحتاج إلى جهة رسمية في وضعنا الراهن، نظرا للظروف الأمنية التي تمر بها بلادنا وقطعا للطريق على أي منحرف قد يستغل الأعمال التطوعية لترويج الفكر الضال والخبيث سواء باسم الدين أو باسم أعدائه، فيكفينا فواجع على شباب في عمر الزهور يرون غايتهم في هذه الحياة إما تفجيرا وقتلا للناس أو إبعادهم عن الأخلاق والعبادات وجرهم للانحرافات الأخلاقية باسم التحرر..
وكم من نماذج تمر علينا للأسف، تشارك في الأعمال التطوعية وهدفها لا إخلاقي وتسعى للتعارف مع الجنس الآخر وجرهم للمنتجعات والمقاهي بحجة الانفتاح، ونماذج أخرى تستغل الملتقيات لتشويه صورة التطوع عند الآخرين..
فالجهات الرسمية كمظلات ومحاضن حاليا مهمة كي لا تنسف الحماقات الفردية جهود المخلصين، بينما لاحقا عندما تتحسن أحوال البلاد ويميز الخبيث من الطيب وتنتشر ثقافة التطوع في المجتمع سنحتاج لأن نغرس فيهم ثقة أكبر ونؤسس لثقافة تطوع مدنية تقوم عليها جهات غير رسمية وغير ربحية كما هو الحال في باقي الدول المهتمة بالتطوع..
سأسرد بعض المحاضن الرسمية للفرق التطوعية مقيما ما لها وعليها من وجهة نظري الخاصة وملاحظاتي لأجل تجويد العمل لاغير وأحتفظ للجميع باحترامي لهم وثقتي في حبهم للخير والعمل التطوعي :
رعاية الشباب:
تهتم ببرامج الشباب الكشفية والثقافية والاجتماعية ولها برامج متعددة داخل وخارج المملكة بميزانيات جيدة وبرامج رائعة متجددة تخدم العديد من الشباب وأنا أحدهم، يعيبها فقط ضعف أداء الأندية وقلة اهتمامها مما يؤثر على الشباب المنضمين لها وعدم تفعيل شراكات مع الجهات التطوعية الأخرى، وبرامجها محدودة طوال العام وبتنسيق مسبق من الجهة الرئيسة في الرياض، عامل المبادرات لديهم ضعيف كما أن التواجد النسائي في برامج مستقلة تحت مظلتهم معدوم وكل تلك الملاحظات منشؤها كما أسلفت من الجهة الأم الرئيسية..
الجهات التعليمية:
المدارس والكليات بأنواعها في الجامعة والتقنية، تقدم برامج جميلة للجنسين خصوصا الدورات التدريبية والأندية الطلابية وخدمة البيئة، يعيب عليها فقط الاهتمام بمنسوبيها وعدم فتح المجال لأعضاء الحي مثلا للمشاركة، كما يغلب عليها مجاملة الجهات الرسمية على حساب أفرادها وقد يستغل بعض المسؤولين ضعاف النفوس ذلك لتحسين صورته في المجتمع، وحاليا هم في طور ترسيم الأعمال التطوعية وصدرت لائحة بهذا الخصوص وستنظم مسابقة بين المدارس وإدارات التعليم والكليات في العمل التطوعي وستضاف ساعات تطوعية للمشاركين أما أندية الأحياء التابعة لها فأتمنى أن تسلم للجان الخدمة الاجتماعية للإشراف عليها ..
لجان الخدمة الاجتماعية:
تقدم خدمات ممتازة للمدن والأحياء والقرى التابعة لها، وتستطيع احتضان العديد من الفعاليات والفرق التطوعية، مأخذي على بعضها عدم وجود المقرات المناسبة أو اختيار الأعضاء المناسبين في مجلس إدارتها ممن لهم رؤية اجتماعية أشمل، وهناك تداخل في بعض أعمالهم مع الجهات الخيرية والدعوية والمفترض أن يركزوا على تنمية الحي أو المركز أو القرية التي تتبع لها وتقديم برامج نوعية لجميع فئات المجتمع وتنشيء فرقاً كشفية أهلية وتتبني مبادرات تطوعية أكثر..
الجهات الخيرية والدعوية:
أجمل ما فيهم تركيزهم على تخصصهم في مجالات الاهتمام بأهل الحاجة وتوزيع الصدقات وبالبرامج الدعوية، ويحتاجون فقط لاستقطاب المزيد من الشباب والفرق المتخصصة معهم مثل فريق مثاقيل الذر وفريق حفظ النعمة فهم يقومون بذات الدور ويحتاجون لدعم أكبر..
الجهات المستقلة:
مثل جمعية واعي وجمعية تحفيظ القرآن وجمعية التوعية بالقات وجمعية إحسان الطبية ونادي أصدقاء المرضى في الشؤون الصحية ونادي أصدقاء البيئة في هيئة الأرصاد ومبادرة …وبإمكاني في الأمانة على سبيل المثال لا الحصر، يتميزون بوضوح رؤيتهم في البرامج التي يقدمونها ويحتاجون أيضا لاستقطاب المزيد من فئات المجتمع والفرق التطوعية المساندة وعقد شراكات معهم..
الجهات الرسمية:
الإمارة والسياحة والصحة والتعليم والجامعة والأوقاف والثقافة والهلال الأحمر والدفاع المدني والمرور، عندها ميزانيات يستطيعيون أن يتبنوا بها مبادرات رائعة، لكن الرسمية والبيروقراطية وفكر بعض المسؤولين فيها وضيق رؤيتهم حالت بينها وبين تقديم نفسها للمجتمع بشكل جيد..
الجهات الراعية:
وهي النموذج الأمثل الذي نحتاجه حاليا ولا تتجاوز ثلاث جهات وهي مجلس شباب المنطقة واللجنة الاجتماعية بالغرفة التجارية والندوة العالمية للشباب الإسلامي، تتميز باحتضانها العديد من المبادرات والفرق التطوعية وتسعى دوما للشراكة والتنافس وتقديم المجتمع بشكل جميل، يقوم عليها نخبة تستحق التقدير، ننتقد عليهم فقط ضعف التعاون فيما بينهم في برامج ضخمة تشمل المنطقة، عدم تفعيل الفرق التطوعية المنضوية تحتها بشكل جيد يحفظ للفرق حقوقها حيث ينبغي توقيع عقد لما لهم وما عليهم، ولا توجد لديهم خطط خمسية على الأقل، عدم وضوح الرؤية في بعض المشاركات النسائية، وأخيرا تشابه الأدوار مع بعض الجهات الخيرية والمستقلة في بعض البرامج البيئية والخيرية والصحية..
أخيرا:
كل جهد نقدره ونعتز به، والملاحظات التي ذكرتها هي فقط لتعزيز جودة العمل وليست انتقاصا لا سمح الله في جهودهم الرائعة ويبقى الحلم في جهة عليا للتطوع تنظم كل هذا العمل الجميل وتفتح الآفاق للشباب والفتيات من أجل غد أفضل لمنطقتنا، وأمنية أخرى لتبني مبادرات عالمية من اليونسيف مثلا أو اليونسكو لتقام في جازان ..
في المقال المقبل نتحدث عن النظرة المجتمعية في مقابل نظرة المسؤول في الأعمال التطوعية..
(5)
الرؤية المجتمعية vs. رؤية المسؤول .
لا شك أن كل مهتم بالمجال التطوعي سيتعامل مع نوعيات عدة من المسؤولين في المظلات والمحاضن والجهات الأمنية، وسيحاول قدر المستطاع التوفيق بين أهداف المجال التطوعي الذي ينتمي له وبين أفكار وقناعات المسؤول التي قد تتسبب في نجاح المشروع نجاحا مبهرا أو قد تتسبب في فشله وتحييده أو رفضه..
لذلك أحببت توضيح بعض معالم شخصية المسؤول في العمل التطوعية مقارنة بما يريده المجتمع..
قد يكون المسؤول هنا هو رئيس الفرقة أو المجال التطوعي أو قد يكون مسؤول المظلة التي ينتمون إليها..
مما لاحظته من سلبيات بعض المسؤولين في سرد سريع:
اهتمامهم المبالغ فيه بالإعلام، خوفهم في الصرف في جوانب تطوعية معينة وسرعة استجابتهم في غيرها، استغلال الحدث التطوعي لتلميع ذواتهم من خلال التصريحات والتواجد المبالغ فيه في الصف الأمامي، التحمس للأنشطة المختلطة والتي يشارك فيها الجانبين الشبابي والنسائي، يتحمسون أيضا بأي نشاط يشارك فيه المسؤول الأعلى منه كمديرهم المباشر أو المحافظ أو حتى منسوبو الإمارة، التكلف في الهندام في حضورهم لأي برنامج والاكتفاء بصورة أو اثنين مع المنظمين والمنظمات ثم الخروج سريعا خصوصا في البرامج التي تقام في ساحات مكشوفة، حرصهم على تكوين العلاقات مع الجهات الأخرى المشاركة في البرنامج وتوقيع الاتفاقيات وإن لم تكن ذات جدوى، استغلال بعض البرامج لتسويق قناعاتهم فقد يحولون مناسبة رياضية إلى وطنية من أجل أن يكتبون تقريرا بذلك للجهات المعنية مثلا، أو يستضيفون شيخا في برنامج ترفيهي شبابي كي يكسبون الفئة المحافظة في المجتمع، آخر اهتماماتهم الشباب وبرامجهم وتدريبهم، الخوف المبالغ فيه من أي برنامج وتجربة جديدة والتحجج بالميزانيات أو الأنظمة..
في المقابل هناك مسؤولون يعتد بهم في قيادة هذه الأنشطة ويستحقون كل تقدير نظرا لاعتنائهم بفئة الشباب والفتيات وأهمية برامج التطوع، هذه النوعية قد تظلم نفسها بالبعد عن الأضواء والإعلام لكنهم في دواخلهم يعملون لأجل هدف لا لأجل إرضاء الآخرين والمسؤولين، ويحققون بذلك الرؤية الاجتماعية التي نحتاجها من عمل منظم متكامل يتوحدون فيه مع الآخرين وينتجون برامج نوعية تهتم بالمحتاجين والصحة العامة والبيئة والطفل والثقافة و والفنون والرياضة وتنمية المجتمع، شعارهم نحو مجتمع افضل..
(6)
التدريب وساعات التطوع .
جميل أن يتطوع الشخص من تلقاء ذاته كما هو التعريف الأمثل لمفردة (تطوع)، والأجمل أن يتم الاعتناء به وتدريبه على مهام معينة تعينه على تنفيذ (التطوع) بإحسان وإتقان، كما أن مكافأته بالحصول على (ساعات) تطوعية (معتمدة) تبرز التنافس الدنيوي بين الافراد كما هم متنافسون في (الأجر) الأخروي..
التدريب في عرف التطوع مهم جدا، ولعل الحادثة الأخيرة لحريق مستشفى جازان العام مثال مهم، فأغلب الأبطال الذين تصرفوا في الحادثة وأنقذوا المصابين تصرفوا من تلقاء غريزتهم الإنسانية ومسؤوليتهم الدينية ومع ذلك أنقذوا الكثير، تخيلوا لو كانوا مدربين على خطط الإخلاء والسلامة وإدارة الأزمات والكوارث ومتناغمين مع دور الدفاع المدني..
لذلك ينبغي على جميع فرقنا ولجاننا التطوعية والاجتماعية والشبابية وضع هذا البند المهم في خططهم المستقبلية وأقترح عليهم تقسيم السنة إلى أرباع وفي كل ربع تقام دورة تدريبية لمدة أسبوع ويحصل فيه أعضاؤها على شهادات وساعات تدريبية تطوعية معتمدة..
هنا اقتراح للدورات التدريبية التي قد تفيدهم:
الربع الأول (25 ساعة تدريبية) :
القيادة والتخطيط والجودة والعلاقات العامة (للأعضاء القدامى)
الاسعافات الأولية والمخاطر البيئية (للأعضاء الجدد)
الربع الثاني ( 30 ساعة تدريبية) :
إدارة الحشود والأزمات والكوارث (للجميع)
الربع الثالث (25 ساعة تدريبية) :
طرق الإنقاذ البرية والبحرية (للأعضاء القدامى)
دورة الدفاع المدني (للأعضاء الجدد)
الربع الأخير (20 ساعة تدريبية) :
دورات تخصصية (للجميع)
كل في مجال تخصصه (كشفي – طبي – هندسي – إداري – التعامل مع ذوو الإعاقة – تنمية الموارد – التعامل مع الآخرين / المراحل السنية / كبار السن / المحتاجين / الأطفال / الأسر المتعففة / الأسر المنتجة / العلاقات الأسرية – المساجد وحفظ النعمة – البيئة والنظافة – الثقافة والقراءة – الإعلام – التقنية)
هذه فقط اقتراحات وحينما يتم تدريب الجميع يتم التوجه لتدريب الراغبين من خارج الفرقة أو اللجنة وأيضا طلاب الكليات والمدارس، والاتفاق مع الجهات العليا لاعتماد هذه الدورات بشكل أساسي في التوظيف في الجهات الأمنية والتربوية والصحية والشركات والمؤسسات..
ولا ننس الاستفادة من الكم الكبير من المدربين في المنطقة سواءا في إدارات التدريب في الإدارات الحكومية أو الجهات المتخصصة مثل واعي ولجان التنمية الاجتماعية..
وإضافة لذلك يتم احتساب ساعات (تطوع) لكل برنامج يشارك فيه المتطوع إضافة للساعات التدريبية، ويتم حسابها وتقديم شهادة بذلك في نهاية العام وممكن الاستفادة من طريقة برنامج رسل السلام الكشفي حيث يتم حساب المشاركات في الموقع وتضمينها في حساب عضو الكشافة..
يبقى أن نقترح تقديم جائزة سنوية باسم المنطقة للأعمال التطوعية أو دمجها مع جائزة جازان للتميز يتم التقييم فيها على أكثر ساعات تطوعية وأفضل مبادرة تطوعية وأفضل خطة تطوعية وأفضل عمل متكامل للجنة أو فرقة تطوعية..
(7)
النمطية vs الإبداع
منطقتنا الجميلة تزخر بالمبدعين وأصحاب المبادرات، يحبون الخير بطبعهم وليس مستغربا عليهم ذلك فالدين والوطن عاملان مهمان في صياغة الشخصية المعطاءة لأبناء هذا الوطن، لذلك نجد العديد والمزيد من أعمال الخير والعطاء والتطوع..
بيد أن الأجيال انقسمت مؤخرا حول تيارين:
التيار النمطي التقليدي المتحفظ لأعمال التطوع ويقابله التيار التجديدي الإبداعي المنفتح..
سأستعرض أبرز النقاط مع وضد كل تيار منهما ثم خارطة حل وسطية بينهما أتمنى أن تكون هي الحاسمة لإذابة الجليد ومركزا للتعاون المستقبلي وتذليل الصعاب والفوارق..
يغلب على أصحاب النظرة النمطية عزوفهم عن البرامج الجديدة المبتكرة، ربما لأنهم لا يستوعبونها أو يرونها مخالفة لما تربوا عليه، ربما أيضا لخوفهم من سحب البساط من تحت أقدامهم..
يفضل النمطي في العمل التطوعي ألا تتجاوز أعماله توزيع الصدقات وأعمال الخير أو البرامج الترفيهية البسيطة على المسارح العامة بما يشبه نشاط الأندية الصيفية سابقا، إمكانياتهم محدودة على صعيد المهارات والتخطيط وجذب كل الفئات، علاقاتهم الرسمية ممتازة جدا ويستطيعون جلب مبالغ كبيرة للدعم، يبتعدون غالبا عن الأعمال الفنية والبيئية إلا حينما يضطرون لذلك، لا يستوعبون جهد الشباب وفكرهم ولا يحترمون الأفكار من خارج محيطهم، يرون التعامل المباشر بين الجنسين في العمل التطوعي خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه حتى في المجالات الخيرية، وقد يحولون أحيانا مناسبات كبيرة مثل المهرجانات السنوية والاحتفالات الوطنية إلى برامج مملة نظرا لعدم وضوح الرؤية لديهم، فتجد خطتهم عبارة عن فعاليات ثقافية بدون ذكر أو تحديد ماهية هذه الفعاليات وأحيانا أنشطة رياضية ولا تتجاوز دوري كرة قدم بين الأحياء أو المحافظات، ولو اقترحت عليهم مسابقات حركية ثقافية للأطفال مثلا أو دوري في كرة السلة لرأوا ذلك غريبا وغير مألوفا، يركزون كثيرا على المحاضرات والتوعية المباشرة، والشللية لديهم مألوفة وعنصرا هاماً لتسيير الأعمال..
أما أصحاب النظرة الإبداعية فهم عكس ذلك تماما، يريدون أن تقدم كل برامجهم بلمسة إبداعية وتجديدية، تراهم أكثر حرصا على المعارض الفنية والتوعوية وعلى البرامج الثقافية والأدبية والبيئية، يعيب عليهم ضعف توصيل رسالتهم وتجاهلهم وجهات نظر المجتمع من حولهم، دعمهم غالبا بسيط وربما يحصلون على دعم أفضل أحيانا حينما توافق نظرة المسؤول، يحبون التقليد كثيرا واستنساخ البرامج الخارجية واستضافتها أكثر من ابتكارهم برامج جديدة، مجتمعاتهم محدودة وتزخر بحقد الأقران فتجد السرية لديهم عالية ليتفادوا الصدامات، لديهم استقلالية جيدة في التنفيذ لكن يظهر عليهم غالبا ضعف الخبرة والعلاقات، يحتفون بالنخب على حساب باقي المجتمع واهتمامهم ضعيف بالأطفال والأسر المحتاجة، لا مشكلة لديهم في برامج مشتركة بين الجنسين، ويهوون مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك قد يولد سلبيات لا حصر لها بسبب توفير بيئة خصبة لمن في قلبه مرض وقد يهدم سمعة المبدعين ويشوه برامجهم إن لم يحرصوا على تقنين العمل والأفراد ووضع الحدود المناسبة ..
الحل بسيط وسهل، كل فريق يحتاج للآخر، النمطي يمتاز بوجود الدعم المادي والرسمي، وعنده خطط وخبرة كافيتين لإفادة المبدع، ولذلك عندما يحتوي المبدع في برامجه سيسعى لتطوير البرامج النمطية بأفكار غير تقليدية وعلى سبيل المثال لا الحصر كما تفضل يوما أحد المبدعين في المجال التطوعي القائد الكشفي خالد عبدالغفار باقتراح تنظيم دوري كرة قدم، شروط الانضمام لهذا الدوري هو تنفيذ عمل تطوعي من ضمن عدة أعمال مقترحة وتقديم تقرير عنها للجنة المنظمة..
الأفكار كثيرة في هذا المجال، فقط تحتاج للتقارب بينهم التيارين، وتقبل وجهات النظر، ربما لو فكروا معا في الأشخاص الذين يخدمونهم كمتطوعين عوضا عن التفكير في ذواتهم لتغير الكثير..
(8)
زامر الحي
زامر الحي لا يطرب ،يطلق هذا المصطلح على كل مبدع لا يتم تقديره في الأوساط الاجتماعية أو العلمية التي يعيش بينها، وهنا سأذكر عدة عدة أمثلة سيتضح لنا منها تفضيلنا للمبدعين من مناطق ومدن أخرى حتى وإن لم تكن قدراتهم تفوق ما لدى المبدعين في منطقتنا في مجال الخدمات والأنشطة التطوعية..
لدينا ولله الحمد في المنطقة كم هائل من المبدعين في التخطيط والتدريب والفنون والأدب والمبادرات البيئية والاجتماعية ولكن لا يتم تقديرهم بالشكل المطلوب أو دعوتهم للمحافل الهامة، لماذا ؟!
هذه مجموعة من الأسباب التي قد تفسر هذا السلوك:
أولا: نظرة المسؤول كما تطرقت في مقالٍ سابق، بعض المسؤولين يجدها فرصة لتسويق المنطقة والمنظومة التي يعمل بها حينما يستضيف المواهب والقدرات من خارج المنطقة، وبعضهم يتعاقد بمبالغ خيالية لإحضار قيادات تطوعية للتدريب أو التخطيط أو الإشراف على أعمال تطوعية معينة وتحسب بالطبع تكاليف الانتداب الشخصية وغيرها..
ثانيا: نظرة المجتمع، فالانبهار الزائد عن حده بقدرات عادية من خارج المنطقة على حساب أبنائها أحبط المبدعين، فلو استضافوا شخصيات مثل الشقيري أو السويدان أو صلاح الراشد أو نجيب الزامل مثلا فلن يعترض أحد، لكن الطامة في استضافة أشخاص كل قدراتهم أنهم نجوم في قناة محافظة أو مدربين في مؤسسات تدريبية مغمورة أو إداريين في جمعيات ومنظمات خيرية، ومن النادر أن أسمع بالعكس فيتم استضافة شخصيات من المنطقة خارجها في برامج تطوعية..
ثالثا: حسد الأقران، وأراه من أهم الأسباب، فالبعض يظن بأنه لو تعاون مع أقرانه فسوف يسرقون منه الأضواء أو التحكم، فتجده يستميت بالتعاون مع الكل إلا المتميزين ممن يعرفهم حتى يغذي عقدة التفوق والعظمة لديه، وشرط التعاون معه هو أن تكون تحت تصرفه وسيطرته..
هذه بعض الأسباب ولا بد لها من حلول، وأهمها استشعار قيمة التطوع، فهو ليس منافسة مادية ودنيوية بقدر ماهو منافسة في الخيرات، الصحابة كانوا يفرحون بمن يتميز بينهم ويتقربون منه لينالوا الفضل ويقلدوا فعل الخير، والمتميزون يفرحون بأقرانهم إلا من في قلبه مرض، ومع أن كل الأسباب التي تطرقت لها طبيعية إلا أننا لن نستنكرها في مجال الأعمال والمواهب والرزق، لكن في مجال التطوع أرجو أن نسمو بأنفسنا ونتعاون..
(9)
من أجل جازان أفضل
استعرضت في المقالات الماضية من هذه السلسلة:
مقارنة الجهود التطوعية في المنطقة مع الجهود الوطنية والعالمية في الجزء الأول، وسردت في الجزء الثاني تاريخا مختصرا لأبرز الأعمال التطوعية في المنطقة في العقد الأخير، كما تطرقت في الجزء الثالث لأهمية التنظيمات وقواعد البيانات، وفي الجزء الرابع ذكرت أبرز المحاضن والمظلات التطوعية ومالها وما عليها، وقارنت بين نظرة المسؤول والنظرة المجتمعية للأعمال التطوعية في الجزء الخامس، وبينت أهمية حساب ساعات التطوع وتدريب المتطوعين في الجزء السادس، وفي الجزء السابع قارنت بين اتجاهين في العمل التطوعي وهما الاتجاه النمطي الروتيني والاتجاه الإبداعي التجديدي وما لهما وما عليهما، وفي الجزء الثامن كان الحديث عن تهميش المبدعين بعنوان زامر الحي لا يطرب..
هذا هو الجزء الأخير من السلسلة وهدفي فيه (كيف نجعل جازان أفضل من خلال الجهود التطوعية ؟!)، اقترحت بعض الاقتراحات في المقالات السابقة وسأسردها هنا على عجالة..
حتى يتطور لدينا العمل التطوعي بالمنطقة، نحتاج أولا لميثاق يجمعنا كمتطوعين، هدف ورؤية ورسالة لا تشوبها شائبة، ودليل إرشادي لكل متطوع بما له من حقوق وما عليه من واجبات، ثم نعرض الدليل في اجتماع رسمي تدعمه إمارة المنطقة يجمع جميع الفرق والمؤسسات الرسمية التي تعنى بالعمل التطوعي، ومنه تنبثق مظلة أعظم كإتحاد أو مجلس تنفيذي إشرافي على الأعمال التطوعية يقدم التراخيص والدعم والتدريب واعتماد ساعات التطوع والتوجيه لكل الفرق والمظلات التطوعية وتكريم المتميزين منهم سنويا، الفكرة ليست جديدة وسبقني بها العديد من المهتمين وتظل حلما نتمنى تحقيقه..
ثانيا ضرورة تحديد الهدف والتخصص من المجال التطوعي كي لا تتداخل الجهود والمهام، فهناك فرق طبية وفرق كشفية وفرق بيئية وفرق ثقافية وفرق اجتماعية وفرق تدريبية وفرق فنية، وكلها تسعى لنفس الهدف لكن للأسف لا تستفيد من تجارب بعضها، وأن يبتكروا برامجا تصل للآفاق كما استفدنا من البرامج التي وصلتنا من المناطق الأخرى بالمملكة..
ثالثا توحيد الجهود حينما تتوحد الأهداف، فتستفيد الأندية الطلابية في الجامعة والمدارس من تجارب الفرق الخبيرة، وتستفيد الفرق الجديدة من خبرات الفرق القديمة، وتستفيد اللجان الاجتماعية من أعمال رعاية الشباب والغرفة التجارية ومجلس شباب المنطقة والندوة العالمية التي نعترف بجهدها الكبير ونتمنى عودتها قريبا للساحة بعد إيقافها الذي نأمل ألا يكون دائما..
رابعا وأخيرا إخلاص النية واستهداف مصلحة المجتمع بعيدا عن حب الظهور واستنقاص جهود الآخرين والسعي وراء أهداف لا تليق بالمجال التطوعي..
هي وصايا من محب وملاحظات وخواطر، سردتها من قلب الحدث، من أجل أمنية خاصة بالعمل التطوعي في المنطقة، بأن يجعل من منطقتنا منارة للجميع وأن تكون جازان أفضل..
وفقك الله أبا خالد .. دائمًا مبدع 👏
صباح الخير
كلام جميل و اكثر من رائع و له معاني كثيره و واضحه
اتمنى لك التوفيق و الازدهار بابداعاتك
السلام عليكم
انا مصري ومهتم بالعمل التطوعي ومتطوع فى الكثير من الأنشطة فى مصر ولكن لسبب ظروف عملي سوف أنتقل للعمل في جيزان
وكنت اود وأهتم لو يكون فى فرص تطوعيه لغير السعوديين
ولو فى الأمكان اخباري بها وترشيحي لها أكون ممتن
وشكرا مقدما
بإذن الله
تنورنا أخي محمد