اخترت طبيباً لأتابع معه حالتي الصحية، كان اختياري موفقاً إلى حد بعيد، الطبيب الذي يحلم به المرضى، الذي يسأل عن كل شيء ويناقش ويجيب على أسئلة المريض التي لا تنتهي ويحرص على سلامته ولا يعطيه تحاليل أو فحوصات فوق طاقته وأزيد على ذلك أنه يبتسم..
في الزيارة الأولى اليوم كان علي أن أدعم نفسي إلى حصولي على تقرير شامل يفيد بحاجتي للعلاج حتى أرفعه للملحقية الثقافية في كوالالمبور ليصدروا لي ضماناً صحياً يسدد عني كافة التكاليف في لفتة يندر أن تقدمها الدول لمواطنيها في الغربة..
سألني الطبيب الماليزي الهندي يوديسثرا عن سبب إصابتي من الأصل بالفشل الكلوي، حدثته عن الطبيب السوداني في مستوصف العميس الذي اكتشف وجود الزلال في تحليل البول، وإصابتي بارتفاع ضغط الدم الذي تطور ليصبح صداعاً مزمنا وساعدته بالإفراط في الأدوية القاتلة للألم والتي قتلت جزءاً مني معها- أو هكذا كنت أظن..
فاجأني الطبيب بأنه متيقن بأن ضمور كليتاي -اللتان أصبحتا أقرب للمشمش المجفف في الحجم عن الكلية العادية- هو بسبب إفراط في إفراز الأجسام المضادة في جسمي، سألني إن كان ضغط الدم لا يزال يعاود ظهوره فأجبته بالنفي فقال إذاً لم يكن ضغط الدم ولا الحبوب المهدئة أسباباً في فشل الكلية، بل السبب هو الأجسام المضادة التي ساهمت في مهاجمة وتدمير الكلية من الداخل فمررت البروتين وتضافر معها القاتل الصامت المعروف بارتفاع ضغط الدم، ولو استمر الوضع لدمرت الأجسام المضادة معها بقية الأعضاء، تلاشت خطورتها مع الأدوية التي استخدمها المثبطة للمناعة..
جسدي من الداخل يحبني كما أحب الدب يوماً صاحبه فقتل الذبابة التي على وجهه بحجر ليحميه منها، الأدوية وضعت الدب بداخلي في سبات شتوي طويل إن استيقظ فسيعني موتي حجراً حجراً كقلعة متهاوية صمدت طويلاً في وجه الحروب..
سلامات ابا خالد يا رب ما تشوف شر، هذه المستشفى رائعة حقا.