أفريكانو

بحكم التخصص والمشاهدة المستمرة للأفلام والمسلسلات تمكنت من تمييز العديد من لكنات اللغة الإنجليزية، سيبدو لكم واضحاً الفرق بين اللكنتين البريطانية والأميركية لكن سيصعب أن تفرقوا بين الكندية والنيويوركية مثلاً وبين لهجة ولايات المسيسيبي وتكساس وبين الويلزية واللندنية وبين الاسكتلندية والايرلندية وبين الاسترالية والنيوزيلانية وهلم جرّا..

يتأثر الكثير من الناطقين باللغة الإنجليزية بلغاتهم الأم، لاحظوا لكنات الهنود والصينيين والفليبينيين والعرب والفرنسيين واللاتينيين والروس على سبيل المثال وستواجهون صعوبة في فهمهم في البداية إلى أن تتعودوا عليهم..

أخبرني المشرف عليّ في أحد البرامج الدولية في 2004 – البرفسور ماركو كامبوس وهو متخصص في اللغة الإنجليزية – من أصل بيروفي – بأنه رغم معيشته في أميركا من 30 عاماً إلا أن الأسبانية في بلده البيرو أثرت على مخارج الحروف لديه، لكنه لا يؤمن باللكنات بقدر النطق الصحيح والسليم والواضح للكلمات وهذه لم أجدها بصراحة إلا في الأفارقة الناطقين باللغة الإنجليزية..

يتميز الأفارقة بوضوح مقاطع الصوت الصادرة من حناجرهم، فينطقون جميع الحروف بعمق وبطريقة سلسة وسليمة يندر أن يسيء فهمها، كما هو معروف عن سيدنا الصحابي المؤذن بلال رضي الله عنه صاحب الصوت الرخيم..

أتذكر معلم اللغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية ويعرفه معظم أهل مدينتي جازان الذين درسوا في ثانوية معاذ بن جبل – الأستاذ مصطفى كوكا، هذا المعلم السيراليوني العظيم الذي تتلمذنا على يديه، كانت لكنته الإنجليزية واضحة كسماء يومٍ طلق المحيا، فأحببنا دراسة اللغة على يديه..

يدرس في جامعة UTM في جوهور عدد لا بأس به من الطلاب من نيجيريا والسودان وغيرها، قابلت أحدهم وأعاد لي الذكريات الجميلة في الحج حينما كنا نقابل الحجاج الأفارقة المثقفين جداً من جنوب أفريقيا وكينيا ونيجيريا والسنغال بلكنتهم الفارهة..

حتى تفهموا ما أقصد تابعوا على سبيل المثال الأدوار الخالدة التي جسدها الممثلون دينزل واشطن في cry freedom و فوريست ويتيكر في دور عيدي أمين فيلم the last king of Scotland ومورجان فريمان في دور نيسلون مانديلا في فيلم Invictus ودون تشيدل في فندق راواندا..

حتى إن كان فهمكم للغة الإنجليزية بسيطاً لكنني متيقن بأنكم ستفضلون نطق الأفارقة للغة الإنجليزية على الأميركان والبريطانيين على حد سواء..

والشيء بالشيء يذكر سأوصيكم برواية الطيب صالح “موسم الهجرة إلى الشمال” التي تحكي قصة….. سأترككم لتكتشفوها بأنفسكم..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s