ملك التواقيت السيئة، هكذا أصنف نفسي..
ينتابني قوس قزح رمادي فأعبر عنه بكلمات باهتة في ذات اللحظة التي يستحوذ فيها خبرٌ عالمي على انتباه من حولي، ولا أحد يقاوم رغبة قول رأيه -المهم جداً في نظره- عن ذلك الحادث الجلل، على أن يواسيني بردٍ آلي يتناسب مع قوس ألواني..
أحقق إنجازاً ضخماً يوماً ما، فيموت في ذات اللحظة شخص محبوب في المجتمع، الكل مشغول بالتعازي فابتلع فرحتي في صمت..
أناقش مقترحاً ما يخدم المجتمع، فتصغي إليّ الكهوف النائمة في خشوع، ويناقش أحدهم ذات المقترح بعد أعوام فيلاقي الصدى المفقود الذي أرسلته الكهوف ولم يصلني..
أشعر بأنني خارج خط الزمن، فوقه، خلاله، قبله، بعده، لكن لست في اللحظة، لست هنا والآن، وحتى (الآن) الخاصة بي تختلف عن العالم..
وكأنني في صالة السينما أشاهد فيلماً معاداً بينما تحتشد الجماهير لعرضه الأول بالخارج، أو مباراة أذهلني فيها (مارادونا) لأجد الزملاء يتحدثون عن تألق (ميسي)، أجدني تارةً أتابع (ثلاث أضواء المسرح) في استعراض فاخر مع السندريلا (سعاد حسني) وتارةً مع (ليدي جاجا) وهي تجسد دور النجمة التي ولدت حديثاً في النسخة الرابعة من ذات القصة..
جل من أعرفهم مشغولون وأنا متفرغ، أو متفرغون حين انشغالي، صرت معهم في خطٍ متوازٍ، واحتمال التقائي بهم يشبه احتمال وجود ثقب أبيض يعيد ما ابتلعه الكون إلى مكانه السابق..
لست في الماضي، لست في المستقبل، لست في الحاضر، فقط في التواقيت السيئة تجدني..