أنت كاتبٌ جديد، أضف جيباً إلى ملابسك، أو اشترِ حقيبة، اجمع فيها كل نصائح الكتاب القدامى لك، هُزّها كحصالة النقود حتى تصبح ورقة واحدة، افردها أمامك ولا تقرأها، اكتب مقالاً أو قصة أو نصّاً، قارن بينه وبين الورقة، إن كاد يشبهها ولو قليلاً، مزقه وأعد الكرة من جديد، إلى أن تجد الأسلوب الذي يميزك..
يميل الكتاب الجدد إلى التقليد، وهذا مهم في البدايات، والهدف هنا ليس (التقليد) بقدر ماهو مصدره وأساسه، فمن يقلد كاتباً ما فهو قد قرأ له كثيراً، وهنا الهدف (القراءة المستمرة)، لذلك إن قرأت وقلدت أساليب عدة لكتاب مختلفين ، ستجد مع الوقت صوتك الخاص وربما يقلده غيرك يوماً ما..
كن كاتباً ساخراً، كن موسوعياً، إيجابياً، ناقداً، روحانياً، موضوعياً، عاطفياً، انحز لطرف ما، أو لا تنحز، لا يهم، المهم أن تصل كلماتك، تستطيع أن تكتب بلغة بسيطة وسلسة وسليمة، أو بلغة شعرية فخمة، أو حتى بلغة لا تفهمها إلا الطيور التي وقفت على رأسك..
إن سألتم عن وجهة نظري عن عوالم الكتابة فهناك تقنيتان:
الأولى هي تقنية اللوحة..
وهي انعكاس الموضوع عليك ولا تفرض فيه رأيك الشخصي، أنت فقط تنقل الانعكاس الذي رأيته..
مثلاً:
أسلوب المراقب / الرواي:
هنا ستحكي لنا ما تراه في اللوحة بكافة تفاصيلها، حديث الأعين، الأفكار التي تدور في عقولهم، اللحظة التي توقف فيها الزمن وقرر الرسام أن يخلدها في اللوحة، ستروي لنا ما حدث كمراقب..
أسلوب المحايد / الصحفي:
هنا ستحلل اللوحة بكل تجرد، ستتحدث عن لوحات مماثلة، عن تاريخها، عن مأساة الرسام وكيف أثرت على قتامة اللوحة..
أسلوب المتقمص / الممثل:
هنا ستغوص في الالوان، ستخبرنا عن اللوحة من وجهة نظر الساكنين بها، وتعجبهم الدائم من الأعين التي تطالعها بفضول وكأن فضول الجيران لا يكفي..
أسلوب العارف / المجرب:
هنا ستحكي عن تجاربك وتجارب الآخرين التي تذكرك باللوحة وأن لوحة كهذه لا بد لها من قصة تشبه قصة أخرى تعرفها لكننا لن نعرف أبداً رأيك في اللوحة.
الثانية هي تقنية المرآة..
وهي انعكاسك على الموضوع، ويعتمد على رأيك الشخصي لأن رأيك هو ردة فعل لانعكاسك..
مثلاً:
أسلوب الباحث / المتسائل:
سترى التفاصيل في المرآة وتتساءل، الإجابات ستبعث أسئلة جديدة من العدم، وستتمعن في كل شيء لتعرف السر، سر ماذا ؟! لن نعلم حتى تنتهي..
أسلوب المحقق / الناقد:
هنا ستكون صريحاً من البداية وتعطي رأيك بكل انحياز، ستهدم المرآة على ساكنيها وسيخجل حتى انعكاسك ويطرق رأسه، وفي الغالب لن نجد حلولاً بنهاية المطاف..
أسلوب الناصح / التربوي:
ستمسح على المرآة بحنان، ستعطينا كل الحلول التي نجدها في جيوب أجدادنا ونحن نفتش عن حلوى، وستتمنى لو أننا نتأمل الحكمة فيما نراه..
أسلوب المتفائل / الإيجابي:
ستبتسم، سنبتسم معك، سنرى قوس الألون في أعلى المرآة، ويجري في مروج المرآة حصان أبيض يهمس لنا بأن كل شيء على ما يرام وأن الانعكاس لا يعني الحقيقة، بل ما نراه هو الحقيقة..
أنت كاتب جيد، ضع الأساليب والتقنيات والتصنيفات أعلاه في حقيبتك، وارفعها بأعلى دولاب ملابسك، وانس وجودها، وقدم لنا نفسك كما تحب..
راااااائع جدآ وملهم 👏👏😍