
شعور لم آلفه من قبل، شعور الحياة السابقة، القصة المختبئة بداخلي من قبل ولادتي، الإشارات الكونية التي تومض كنجم ثاقب لتخترق عقلي الباطن وتزور أحلامي بل وتهاجمها إن قاومت، وما أشعل شعوري هو ذلك المشهد الذي رأيته رأي العين قبيل لحظات رغم أنه لم يحدث في الواقع، رايتك مستلقية على جانبك أمامي، تلاقت عينانا، شعرت بحنين لا يوصف، ضممتك بحب العالم لصدري وتنهدنا، هذا المشهد الذي استمر لثوانِ وأنا أنظر ساهمًا إلى الفراغ، مشهد قد تم جلبه من مذكرات لم أكتبها، كان إحساس ذكرى حقيقية لكنني لا أذكرها، عشتها ولم أعشها، ما زال لمعان عينيك يرشدني إلى ذاتي، وابتسامتك فيها تذيب قلبي الذي تجمد من دونك، ورائحة شعرك وأنت في حضني تدغدغ دموعي وتغريها للنزول..
انهرت فجأة عندما عدت للواقع، بكيت بحرقة لم أعهدها عني، ما الذي يجري؟! أنا بخير، لست حزينا، لماذا هذا الهطول والانهمار وكأن سدًّا بداخلي تم تدميره، قمت لأسير وعقلي يحاول السيطرة على الموقف، أسير وهناك صراع عجيب على من يستحق شارة القيادة، عقلي يريد ان يعود للسيطرة فليس هناك داعِ للانهيار، وروحي تقول لن أسمح لأحد أن يحجمني بعد اليوم ولا حتى هذا الجسد الأرضي، شرارة حرب انطفأت قبل أن تندلع، انتصرت فيها روحي، فمن يتسلح بعينيك وابتسامتك لا بد أن ينتصر، وغنائم النصر يا رفيقتي، بقايا عطرك في صدري..