‏⁧‫هكذا أحببت القراءة


‬⁩
‏(1)
‏كطفل في الثمانينات الميلادية كانت بداية شغفي للقراءة من هنا
‏مجلة ماجد الإماراتية من مكتبة الحربي شارع فيصل في جيزان
‏ثم تعطشت للمزيد وتعرفت على مجلات سمير وميكي من مصر وبعدها مجلة باسم السعودية

‏(2)
‏لاحقًا في المرحلة المتوسطة وتحديدًا بعد حرب الخليج في التسعينات تعرفت على عوالم القصص والروايات الشبابية بداية من قصص ألف ليلة وليلة ثم المكتبة الخضراء ثم سلاسل المغامرون الخمسة والشياطين ال13 التي كانت تخطف أنفاسي

إقرأ المزيد

حوار لم يحدث.. (فضفضة عن مدينة جيزان)

لو كانت للحماسة رائحة عبر الشاشات لشممتها من حديثه معي طوال ساعتين توقفنا فيها فقط بضع دقائق لتلبية الحاجات البيولوجية المعتادة ..
انتقل مع عائلته إلى جدة بعد حرب الخليج مباشرة وانقطعت علاقتهم بحيهم القديم والجيران، درس إلى أن وصل للماجسيتر في الهندسة من الولايات المتحدة وستنتهي غربته قريباً ويعود بعد أن حصل على فرصة عمل في أحد الشركات الكبرى في المنطقة..
تعرفت عليه مؤخراً عن طريق صديق مشترك في الفيسبوك وبدأ يسألني بنهم حتى أحسست بشعور مدافعي الفرق الصغيرة وهم يتلقون الهجمة تلو الهجمة من فريق يريد ضمان تحقيق الدوري إن فاز في هذه المباراة..
-حدثني عن جيزان البلد، حارة الصعايدة وحارة الكواكية والمسطاح وحارة الزرارية والدوارية ومسجد عباس عقيل وبقالة همام وشارع فيصل وصيدلية عزيز واستريو الأطلال والسوق الداخلي و….
-رويدك رويدك، اممم تقريباً كما هم ما عدا أن همام أصبح سوبرماركت واستريو الأطلال اختفى على ما أعتقد.. بقية الحارات موجودة لكن التركيبة السكانية اختلفت، نزحوا شمالاً للأحياء الجديدة وفقدت الأحياء القديمة رونقها..
-يا للحسرة وددت لو أنني سكنت في بيتنا القديم وأذهب منه إلى الشركة كل صباح..
-لا أفضل لك ذلك، عندما تأتي سترى بعينك الفرق، لقد تطورت جيزان كثيراً على الصعيد الحضاري والتجاري ولكن …
-ولكن ماذا ؟!
-لا عليك مجرد مشاكل بسيطة لا تختلف عن مشاكل بقية المدن..
-أخبرني بالله عليك، لقد تعلمت أن أفضل وسيلة للتأقلم في البيئات الجديدة هي أن أعرف كل شيء عنها، عندما بحثت في محرك البحث لم تتعد النتائج الأخبار الرسمية عن الحد الجنوبي والمهرجانات وصور المسؤولين هنا وهناك ومقتطفات من المحافظات..
لمحت نقاشات بسيطة في تويتر وانتقادات لكن من يرى ليس كمن يسمع ..
-انتقادات كماذا مثلاً ؟!
-يعني.. الدوار القديم عند مطعم النورس سابقاً وسوق شمس، تحول لجسر ثم عاد لكبري ثم .. لقد أصبت بالدوار، أيضا المستشفى الذي هدم بسبب احتراقه أم أنه لم يهدم، هل بنوا غيره ؟!
أصدقني القول، أحب أن أشارك مجتمعي، هل ترى لو أنني وكلت محامي ليتابع هذه القضايا بالنيابة عنكم، هل سيتقبل المجتمع ذلك خاصة أن خروج والدي كان لخلاف كبير بينه وبين مسؤول سابق..
-أنا عاجز عن الرد حقيقة، جزء مني يقول أن تصرفك هذا مثالي ويجب أن أدعمك، والجزء الآخر يلح علي بأن أثنيك عن ذلك وأحثك على ممارسة حياتك الطبيعية والتميز في عملك..
-ولكن للمجتمع حق علي وعليك وعلى الجميع، لماذا لا يجتمع مجموعة ويطالبون بكل الخدمات، الوعي تغير ولا بد أن تطلب الحق لتناله ولا تكتفي بالنقد في وسائل التواصل..
-……..
-ما بالك صمتت فجأة ؟! هل ضايقتك؟!
-لا.. تذكرت فقط نظافة المرافق السياحية ومقر مستشفى النساء والولادة والمستشفى التخصصي اللذان توقفتا وتوزيع المدارس داخل الأحياء ولجنة التنمية الوحيدة في المدينة والشوارع المهترئة والزحام الذي لا ينتهي في الشارع الوحيد الذي يربط الشرق بالغرب وصكوك الأراضي المتوقفة ومنح الضاحية التي حرمنا منها والمتسلقين على جهود الآخرين هذا غير صراع الأقران وحسد الزملاء وتبجيل الغريب وقلة أدب بعض المغتربين و..و..
-مهلاً مهلاً وكأني نكأت جرحاً بل جروحاً.. هل تريد أن تتحدث بهدوء وتشرح لي..
-أنا في حيرة مرة أخرى، هل أحكي لك أم أنصحك بالبحث عن وجهة أخرى أو التأقلم على الموجود ؟! ..
-لماذا لا تسجلون مطالبكم إذاً وترفعونها للحاكم الإداري وبقية المسؤولين ؟!
-صدقني .. حاولنا .. وهم يعلمون .. ويكفي إلى هنا .. سأنتظرك وسنكمل حديثنا في أي مطعم تختاره حينما تصل.
-مطعم شعبي بلا أدنى شك.. اشتقت كثيراً لطعم الطفولة ..

إقرأ المزيد

نقاط تحول قبل الأربعين

 

تاريخ الكتابة 17/5/2017

(الجزء الأول)

عامٌ تبقى على الأربعين، سن الرشد والحكمة والاستفادة من التجارب الماضية..
لا أستطيع وصف نفسي بالشخص الناجح، ذلك لأن النجاح أمر نسبي ويخص الفرد مباشرة، بعيداً عن ضغوطات المجتمع ومفهومهم للنجاح الذي قد يرتبط بالثروة أو المنصب أو الشهرة كمعيار للنجاح..
هنا سأسرد حلقات بسيطة من ذكرياتي، نقاط تحول كان لها الأثر العظيم..
معوقات تغلبت عليها وتغلبت علي ونجاحات أخرى قد يقرأها أحدكم وتحيي فيه روح التحدي والإرادة بعد توفيق الله..

إقرأ المزيد

أفريكانو

بحكم التخصص والمشاهدة المستمرة للأفلام والمسلسلات تمكنت من تمييز العديد من لكنات اللغة الإنجليزية، سيبدو لكم واضحاً الفرق بين اللكنتين البريطانية والأميركية لكن سيصعب أن تفرقوا بين الكندية والنيويوركية مثلاً وبين لهجة ولايات المسيسيبي وتكساس وبين الويلزية واللندنية وبين الاسكتلندية والايرلندية وبين الاسترالية والنيوزيلانية وهلم جرّا..

يتأثر الكثير من الناطقين باللغة الإنجليزية بلغاتهم الأم، لاحظوا لكنات الهنود والصينيين والفليبينيين والعرب والفرنسيين واللاتينيين والروس على سبيل المثال وستواجهون صعوبة في فهمهم في البداية إلى أن تتعودوا عليهم..

إقرأ المزيد

القاتل الذي أحبني

اخترت طبيباً لأتابع معه حالتي الصحية، كان اختياري موفقاً إلى حد بعيد، الطبيب الذي يحلم به المرضى، الذي يسأل عن كل شيء ويناقش ويجيب على أسئلة المريض التي لا تنتهي ويحرص على سلامته ولا يعطيه تحاليل أو فحوصات فوق طاقته وأزيد على ذلك أنه يبتسم..

في الزيارة الأولى اليوم كان علي أن أدعم نفسي إلى حصولي على تقرير شامل يفيد بحاجتي للعلاج حتى أرفعه للملحقية الثقافية في كوالالمبور ليصدروا لي ضماناً صحياً يسدد عني كافة التكاليف في لفتة يندر أن تقدمها الدول لمواطنيها في الغربة..

إقرأ المزيد

الحلاق الذي عرفني على آسيا

يكاد يكون عرفاً – لا يشذ معه إلا القليل – كون صالون الحلاقة هو مقر الأعمال غير المنجزة والرسائل غير المقروءة والمجلات القديمة ومتابعة مباريات فرق لا نعرف عنها شيئاً سوى الحماس الحذر من الحلاق خشية أن يجتث خصلة شعر أو يجرح ذقن أحدهم..

يقوم الحلاق مقام حكواتي المدينة في المدن الصغيرة إن كان من أهلها، ومندوب سياحة على مستوى عال إن كان مغترباً فيصور لك بلاده كأنها جنة الأرض ولعل لحنينه إليها دور في هذا الشعور..

إقرأ المزيد

موتوسيكلات تحت المطر

في طريقنا إلى الجامعة مساء الأمس، هطل المطر شديداً كالطوفان، ربما نحن من شعرنا بأنه كذلك بينما الماليزيون عدّوه نزهة لطيفة اعتادوا عليها، ما أحزننا هو لجوء بعض سائقي وراكبي الموتوسيكلات تحت الجسور انتظاراً لانتهاء السحب من صبّ أحزانها عليهم فيعودون للطريق وملابسهم تتقاطر وتحتاج لعشرة شموس كي تبخر الماء الذي التصق بها..

إقرأ المزيد

نيويورك.. نيويورك..

كما تغنيها ليزا مانيلي في الفيلم الشهير بنفس العنوان (New York New York) مع روبرت دينيرو وقبلها غناها الأسطورة فريد استير، يا لها من مدينة..

هذه زيارتي الخامسة لها، حفظت شوارعها من أفلام سبايدرمان والعراب وفي كل مرة أرى وجهاً متجدداً لها كأنها شخصية خالدة لا تموت، أجيال تلو أجيال عاشت فيها وغادرتها وهي لمّا تشيخ بعد، رغم حزنها على المهاجرين الذين تم نبذهم على شواطئها في القرنين الماضيين، وبرجا التجارة الذين انهارا بفعل فاعل، وتنازع المافيا الايطالية والايرلندية عليها لكنها صمدت، هذه التفاحة الكبيرة كما يسميها أهلها تستقبل في أحضانها كل الأطياف رغم قسوة الظروف، وأتحدى أن تجد مدينة في العالم مثلها تصلّي بكل لغات الأرض..

إقرأ المزيد

كوكتيل لندن / واشنطن

أغادر الليلة إلى مدينة نيويورك للمشاركة في المعسكر الدولي الثاني للكشاف المسلم في كامب مينسي بولاية بنسلفانيا مع وفد جمعية الكشافة السعودية..

زيارتي الأولى للولايات المتحدة كانت قبل 14 عاماً في 2004 على وجه التحديد، كنت أحد المشاركين في برنامج فولبرايت الدولي بترشيح من وزارة التعليم والسفارة الأميركية في السعودية وكانت أول محطة لي هي مطار دالاس في واشنطن دي سي..

كانت الرحلة مليئة بالمواقف الغريبة والمخجلة والتي أتذكر تفاصيلها لهذه اللحظة..

سافرت بعد زواجي بشهرين تقريباً تاركاً إياها بكل فقد تخوض العام الأخير قبل التخرج من الجامعة..

إقرأ المزيد

أحمد البحراوي.. (ما تبقى من ذاكرة الأجداد)

قبل عدة أشهر وبالمصادفة أخبرني ولدي خالد بأن اسم عائلتنا ليس (قادري) بل البحراوي، سألته باستغراب وابتسامة ساخرة: من أين لك هذا الخبر ؟! فأجابني بأنه سمع ذلك من والدي..

اسمي وليد ابراهيم قادري ابراهيم قادري أحمد، هذا الاسم هو المثبت في الأحوال المدنية، ولم يخطر في بالي يوماً أن أعرف الاسم الذي يلي (أحمد) بل لطالما اعتبرت أن (قادري) هو الاسم الأخير وإن غاب عن السجلات الرسمية..

بعد حوار مع الوالد حفظه الله أفادني بأنه سمع المعلومة من خاله في الحديدة، وبأن منزل البحراوي كان موجوداً في مدينة وميناء (اللِحَيّة)، وأن مدن جيزان والموسم وميدي واللحية والحديدة كانت تتبادل الكثير من البضائع عبر موانئها في القرون الأخيرة وسهل ذلك على سكان تلك المدن التنقل بينها بأريحية في فترة لم يكن للدول الحالية فيها ولا للحدود وجود.. إقرأ المزيد