(1)
إنه يوم الخميس في بدايات القرن العشرين، يوم سوق (الخوبة) الشعبي العريق، يوم البيع والشراء وتبادل البضائع بين أهالي المنطقة، انطلق (عكّاش) على ظهر دابته مصطحباً معه وحيده الصغير (حسن) وقليلاً من الدواب ومحصول الموسم من (الشعير) و(الذرة) ليبيعها ويحضر لمنزله بعض الاحتياجات، أمضى طوال الطريق وهو يتذكر بصعوبة ما وصته به زوجته، ولطول القائمة وزع الحفظ بين وبين ولده، كلاهما أمّيان ولا يملكان سوى أذهانهما المشغولة بمداولات البيع والشراء، لكنه يتذكر جيداً أنه يريد (صحفة) يشرب منها عوضا عن التي تشققت، قالت له زوجته أنها ستدهنها بقليل من (الشوب/القطران) وترممها بقليل من الطين وتوقد عليها النار فتعود كالجديدة، لكنه تباهيا قرر الحصول على واحدة جديدة خاصة به..