سأؤمن به عندما أراه في سلوكك

البعض يتذمر من ممارسات مدربي وموجهي -ما تعارفنا عليه اصطلاحا- بمواضيع التنمية الذاتية أو الطاقة والجذب وغيرها

فنسمع مصطلحات تهكمية مثل (أيها الطاقة الإيجابية احضري!) أو (ردد معي: أنا أستطيع)

وغير ذلك من (الطقطقة) المباحة والتي يستحقها من يتعامل مع هذه الأمور بسطحية سواء ممارس أو متابع أو معارض

من يتناول هذه العلوم بغرض التكسب أو التعالي بعلمه أو إعلاء للإيجو بداخله لا يختلف أبدًا عمن يردد كلمات الحب وهو لعوب أو يصلي وهو فاسد أو يصوم متذمرًا أو يمنّ بزكاته وصدقاته وكذا من طائفة (يقولون ما لا يفعلون)

هل من العدل أن نحكم بعدها بأن الحب لا وجود له أو أن الدين ليس له تأثير على الفرد؟!

لذلك نقيس نفس القياس على هذه العلوم والمعارف التي تخاطب العقل والروح في آن واحد

قد يجادلني أحدهم بأن الدين قد يعارضها

وهذا في نظري مبالغة

ديننا العظيم الذي فرضه الله على البشر منذ نزول آدم

ترك لنا تشريعيا تطبيقيا لرفع استحقاقنا وهالتنا وطاقتنا يسمى (أركان الإسلام) والعبادات المختلفة ليشترك الجسم والعقل والروح في تطبيقها لأجل حياة أفضل

وترك لنا منهجًا إيمانيا يتعامل مع العقل والروح على حد سواء وهو (أركان الإيمان) فكل ما يتعارض معها باطل

وهو أقوى مرشح يفلتر العلوم المختلفة التي انتشرت مؤخرا ومهما كان مصدرها الأساسي فالحكمة ضالة المؤمن

وترك لنا كذلك أسلوب حياة يهتم بالروح وترقيتها لأبعاد عليا تسكنها الملائكة وهو (الإحسان)

لأننا بالإحسان سنتزامن ونتحد مع كون الله وخلقه ومخلوقاته ونكسب معية الله في كل صغيرة وكبيرة

لذلك لا خوف على المؤمن من أي تجديد للعقل ومن أي علوم تخاطب الروح وتهتم بالهدف من وجودها في التجربة الأرضية ومعرفة رسالتها الحقيقية

لذلك باختصار

أي طريق لا يؤدي إلى الله فهو باطل

وأي علم أو تبشير أو عمل أو توجيه

لا يظهر في سلوكياتك وطهارة قلبك وروحك

فهو منك يا صديقي باطل