قل له أنني أفتقدني

أستميحك العذر، هل رأيت طفلاً مر من هنا؟!

هو في سن العاشرة لكنه يبدو كأنه في الثامنة، بريء كروحٍ ندية، عيناه تلتمعان، وشعره أشهب محترق من شموس الظهيرة..

لا أحمل صورة له لكنه حافي القدمين بظفر مكسور، يرتدي بنطالاً أزرق بثقبين في الركبة اليسرى، وقميصاً رياضياً أخضر وأصفر يحمل الرقم 10، وهناك كدمة دامية أعلى وجنته اليمنى اكتسبها دفاعاً عن نفسه..

هل لمحت طفلاً كهذا يبحث عني؟!

طفلٌ يلتفت يمنة ويسرة بلا كلل، يراقب العابرين كأغلفة الكتب، يختزن في عقله أي كلمة يراها، يميز النوايا الخبيثة لكنه يمررها بحسن ظنه، يبكي بصمت إن جرحت مشاعره، يتلعثم في حديثه، لكنه إن تحمس ينطلق بلا توقف..

هل رأيت طفلاً بهذه الأوصاف، طفلاً يشبهني؟!

قل له إنني آسف، سأحكي له القصص كل ليلة، سأتركه يكبر كما يريد، لن أستعجل نضجه، لن أطالبه بالتفوق المجرد من المتعة، ولن أوبخه إن رفض تحمل المسؤولية مبكراً وتمسك بعادات الطفولة..

أخبره أن يعود..

قل له أنني اشتقت إليّ، وأنني أتمنى لو لم أكبر..

فتاة القهوة

قررت

أن تحمل حب العالم على كتفيها

وهي في ركن مقهى

تحدق في قهوتها المُرّة

تنتظر أن تجمعهما طاولة

أرادت

أن تتعاطف مع العالم

وتعطيه فرصة لتعود القلوب لنصابها

أتاها العالم متبختراً

فانقسم على ثلاث طاولات

طاولة بها رعب مقيم

وأخرى بها طبيعة تئن

وثالثة أوت حائراً بلا ملامح

قامت كالأغنيات تتهادى بين الطاولات

بددت الرعب بنظرة ناعسة

تنفست الأرض بلمسة حانية

وقُبلةٌ أعادت ملامح الغياب

كانت تنفض الحب عن عاتقها

فيفيض ليغسل عن العالم همومه

قررت

أن تحمل الحب على كتفيها

فحملتنا والعالم معه

أرادت

أن يتجاوز العالم خيباته

فنجونا من طوفان الحياة

الألماسة من الفحم

‫في هذا الفصل الدراسي فقط أتممت 50 مهمة فردية وجماعية مطلوبة مني لاجتياز المواد، تنوعت بين استعراض ونقد وكتابة مقالات علمية وبين عروض تقديمية باستخدام برامج مختلفة..‬

‫كان الوضع مجهدًا لأقصى مدى لكن عودتي لمقاعد الدراسة بعد انقطاع طويل وضحت لي بعض الأمور الهامة التي غفلت عنها:‬

إقرأ المزيد