(1)
في الطريق إلى القلعة العثمانية المشهورة ب(الدوسرية) اتفقوا على أن يحكي كلٌ قصته قبل افتراقهم حيث أن الليل لا يزال يانعا ..
بدأهم (القط الأسود) بالعديد من مواقفه وارتباطه الدائم بأسطورة (البس العري) وتجسد الجان فيه وعدم تصديق الناس أنه عاقل مثلهم ..
وباقتضاب تحدث صاحب حوافر الحمار عن بعض المواقف الطريفة مع البشر الذين دأب على خداعهم وتخويفهم من باب التسلية الشبيهة بالانتقام ثم آثر الصمت بغموض ولم يكمل ..
التفتا لصاحب الفكرة بولوج المخرج البعدي في القلعة ، تأملا جسمه الضخم ورأسه الذئبية الشرسة والتي أضفى عليها ضوء القمر هالة مرعبة تخلع قلب من يراها ..
بادره القط :
– ماذا عنك أبو كلبان ، خبّرنا كما خبّرناك ؟
تنهد هنيهة ، ثم بدأ يسرد القصة …
****
( وذكر أن أصحاب ذي القرنين رأوا في بعض هذه الجزائر أمة رؤوسهم رؤوس الكلاب، ولهم أنياب خارجة من أفواههم حمر مثل الجمر، يخرجون إلى المراكب ويحاربونهم. ورأوا بجزيرة تلك الأمة نوراً ساطعاً فإذا هو القصر الأبيض البلوري )
كتاب خريدة العجائب وفريدة الغرائب لإبن الوردي
****