البسطاء

هم أول من يبادر للمساعدة في الكوارث، عند الحوادث يحرصون على إخراج المصابين مع الإسعاف ويحملون أغراضهم، قرب الحرائق يحملون الماء وينظمون الجمهور لأجل إفساح الطريق للإطفاء، على ساحل شاطئ ينتشلون غريقًا ويحذرون الفتية من الدخول للبحر..

هم من يصفقون لقصص الحب في المقاهي، وتتمايل رؤوسهم مع أغنيات الوطن، ويرقصون فرحًا بفوز فريقهم المفضل، يعينون الغريب التائه في بلدتهم، ويسعون لامرأة لا يعرفونها في دائرتهم الوظيفية، ويفرحون بالزيادات البسيطة في معاشهم وإن رزقهم الله القناعة..

يمازحون صيادي السمك، يشربون الشاي في كوب جبنة، لديهم دراية بمواسم المحاصيل أكثر من انتخابات دولة مجاورة، يهتمون بمن يهتم بهم، بالعمّال والحلاقين وباعة الفُلّ وأكواز الذرة..

هم الابتسامة التي تذكرك بالحياة، العقول التي لم تغزها تعقيدات الأحزاب والسياسة ولم تشغلها تفاهات التقاليد ولم تكدر خاطرها صراعات العالم..

نقول عنهم البسطاء..

لكنهم يحملون مشاعرًا أعقد من فهمنا القاصر..

الحب اللا مشروط..

الشهامة والكرامة..

الإنسانية..