عاقل و (محزوم) … من الذاكرة أو ما تبقى منها ^^

20140609-194209-70929228.jpg

تقريبا كنت في الصف الرابع او الخامس الإبتدائي تلك الأيام ..
أعود من المدرسة بعد صلاة الظهر مع الوالد وأجول في الحارة من بعد الغداء إلى صلاة العصر ..
طبعا الجولات هذه تتضمن لعبة سريعة في التصويب على باب دكان جدي ( نلحق قبل ما يصحى من قيلولته ^_^ ) وبين تحدي مع الأقران
(حلي ومداويم ومُرقع وطيرة) ..
في أحد جولات الظهيرة نادتني جارتنا العجوز :
( تعال يا بني انفعني .. أنت ولد نهلة صح .. أنا خالتك تعال بالله .. )
اقتربت في تعجب وحذر ..
( بالله روح بقالة امقشّر وجيب لي قطيبة )
– القطيبة هي اللبن الزبادي في حال تساءلتم
^^ –
طبعا في خنوع وأدب عجيب ( الله أكبر ما شاء الله ) أتناول الريال منها وأنطلق مسرعا ولا (بولت) في زمانه وآخذ (القطيبة) وأعود ..
( سيدي .. والله إنك محزوم ) قالتها وهي تبتسم وأنا مزهو ومنتفخ مع أني لا أدري ما قصدها بكلمة (محزوم) لكنها شيء جميل بطبيعة الحال ^^
– لاحقا اكتشفت أن معناها عاقل –
ومن كثر انبساطي من روحي ومن أدبي الجم وجدت الكورة أبو موزة أمام دكان جدي وأعطيها القذيفة الصاروخية المشهورة فكسرت اللمبة التي فوق الدكان 😦
أسرعت مذعورا لناحية البيت فقابلني جارنا الشاب عند باب غرفته الطارفة :
( وليد .. تعال بسرعة الحقني )
دخلت الغرفة وعيني على دكان جدي وانتبهت إلا جارنا معطيني منشفة مطوية فيها (جرجير) وكيس به مادة سوداء رائحتها فواكه عطنة ..
– كالعادة لاحقا اكتشفت أنها (قات) و(جراك) – .. ههههه قلت لكم عاقل ومحزوم ما أعرف شيء –
قال لي وديها لعمك دحين ..
طبعا الطريق لغرفة عمي يمر من غرفة جدي
وهذه مخاطرة لن أقبل عليها خاصة أن خبر كسري للمبة أكيد وصل والآن بيقوم موعد أذان العصر 😦
اختبأت في دولاب مقابل للصالة في انتظار جدي ليذهب للمسجد ثم انطلقت لعمي وجدته نائما فوضعت الكيس والمنشفة بجواره وخرجت بعد أن غرفت كمية هائلة من (زعقة) جدتي الشهيرة – مزهوا للمرة الثانية لانتهاء مهمتي ، عاجبتني حكاية النفعة ذي حسستني أنني شخص مهم ، عاقل ومحزوم ^_^ –
عند الباب قابلت الوالد فأشار لي جهة المسجد فلحقته طبعا مع أقراني في الحارة تجمعنا عند المواضيء وبوضوء عجيب أشبه بال(ترواش) وفيه تسبق الأعضاء بعضها ، دخلنا لنلحق الركعة الأخيرة ثم خرجنا مسرعين حتى لا تسرق (اللكايع) ، لكاعتي مقاس (7) موسوم بها شكل ملعقة حتى لا نتخالف ونأخذ خاصة غيرنا ..
في الطريق للمنزل للاستعداد للتمرين المعتاد في الشارع المقابل لحارتنا تذكرت أن (الأنقيل الأسود) عند صديقي في طرف الحارة وما أن وصلت عنده حتى خرجت أخته الشابة تطلب مني بنعومة إيصال هذا (الكيس) للخياط البنقالي – نسيت الأنقيل وأيامه وذهبت للخياط في شارع فيصل بمشية كالطاووس ..
اليوم الكل في حاجتي ويريد مني خدمته ويراني عاقل ومحزوم (كم مرة ذكرت ذلك ) ^^ شعور رائع ..
توجهت للملعب ثم للمنزل وانتهى يومي بصفعة من الوالد لكسري لمبة الدكان – لا أحد ينسى المصيبة في عائلتنا ولا حارتنا 😦
نمت بعد العشاء مباشرة مسترجعا أحداث يومي بين زهو ودموع من آلام الصفعة لكن الحمدلله أنها من الوالد وليست من جدي فيده كبيرة غفر الله له ورحمه

4 آراء حول “عاقل و (محزوم) … من الذاكرة أو ما تبقى منها ^^

  1. Farstar2015 كتب:

    😜
    الله يسعدك على هالمصطلحات و الممفردات الجيزانية الأصيلة 😂
    لا محزوم ماشاءالله عليك..
    الله يحفظك لأهلك يارب..
    شكرا على هالذكريات المحزومة😁

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s