– يا معلمي الحكيم .. أفتني في أمري فالحيرة ملأت جوانحي والتردد والشك والقلق لا يفارقنني حتى في أحلامي ..
– حدثني يا بني ما الذي يحيرك
– حسنا لقد أخبرتني أن أحكم عقلي قبل أن أختار طريقي في الحياة ..
– نعم .. هذا صحيح ..
– نعم .. لكن في خضم بحثي عن هذه الحقيقة المطلقة اصطدمت بأفكار كثيرة تدعي أن الحق معها ولا أدري عن صحة ذلك ..
– مثل ماذا يا بني ..
– المذاهب مثلا .. هناك اختلاف كبير بينها لدرجة أنني لا أستطيع تحديد الأفضل منها ..
– أي مذاهب تقصد يا بني .. الفقهية مثلا كالحنبلية والشافعية
– لا لا .. أقصد الوهابية والأخوان والجامية والشيعة والزيدية ..
– هذه ليست مذاهب يا بني .. بل هي فرق وجماعات وكلا يدعي أنه قريب من أهل السنة والجماعة فعليك أن تلزم القواعد التي دربتك عليها حين تتعامل معهم .. يهمك الحق والدليل الصحيح مهما كان من صدر عنه ..
– ماذا عن التنويريين والليبراليين وحركات العصر الجديد والطاقة والسلام الروحي
– ماذا عنهم ؟؟
– هل هم على الحق ؟؟
– ما جاءوا به من حق يوازي القواعد والأساسيات فاقبله وما خالفها تجاهله ..
– كيف ؟؟ .. كيف أستطيع أن أفرق ؟؟
– التنويري يسعى لفهم الكون مثلا من خلال العلوم والفلسفة لذلك ما يعظم صنيع الله سبحانه وتعالى وعظيم ما خلق في نفسك فتقبله ..
– إذا هم على حق ؟؟
– لو استهزأوا بدين أو نبي أو مصلح فهذا خلق مذموم لذلك لا تأخذ منهم كل شيء .. فقط ما يفيدك وقس ذلك على بقية الداعين لهذه الأفكار
– علمتني أن أتقبل الحق ممن كان .. هل يعني ذلك حتى الكفار وأهل السياسة ..
– من تراه أنت كافرا يرى نفسه مؤمنا بقضية معينة أو دين معين ويرى الحق معه شأنه شأن الكثير في هذا العالم ..
– ما العمل إذا ؟؟
– تعامل معه بما يقتضي منك دينك وبما يحمي بلادك ووطنك .. وكفره سيحاسب عليه ..
– إذا هل يعني ذلك أن أعتزل الجميع ولا أنضم لأي جماعة ..
– لو ذلك يعني راحتك وتركيزك على ذاتك وسعيك للسعادة الروحية في الدنيا والجزاء الأخروي فافعل ..
– لو انعزلت ألا يعني ذلك تنكري لمجتمعي والبعد عنهم ..
– لا أبدا .. تنعزل عن الأفكار وليس الناس .. بل تشاركهم أفراحههم وأحزانهم وتخدم مجتمعك بعيدا عن التحزب والفرقة إلا في الأوقات التي يتوحد فيها الهدف من أجل قيم معينة لنقل مثلا قيمة المواطنة وقيمة القراءة وطلب العلم وقيمة الحفاظ على البيئة، فهنا تكون مع الحق ..
– ماذا عمن يدافع عن أشخاص معينين كعلماء وسياسيين ودعاة وإعلاميين وكتاب ..
– دعه وما يعتقد .. لا يوجد من هو معصوم .. وعليك بالدليل والحجة بهدوء و رقي .. فمن الخطأ أن نختلف من أجل أشخاص ليسوا أنبياء ولا صحابة أو أفكار لا علاقة لها بالثوابت ونترك ما يميزنا ويجمعنا كبشر ..
– باختصار .. أتمسك بما جاء في القرآن والصحيح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبقية الأفكار والدعوات ما وافقهما عملت به وما خالفهما تجاهلته ..
– هذا ما أقصده يا بني .. حتى أنا لا تأخذ كلامي بالمطلق فلست معصوما كذلك .. استمر في رحلتك بارك الله فيك وانشر الخير وتعلم قدر استطاعتك وليكن هدفك تحقيق ما خلقت من أجله ..
راقت لي ي استاذ وليد
جميل م ابدعتت به أناملك
🌹🌹
استمر في رحلتك بارك الله فيك وانشر الخير وتعلم قدر استطاعتك وليكن هدفك تحقيق ما خلقت من أجله ..
كتبت وابدعت ..رائع وجميل قلمك يا بابو خالد ..
كلااام جميل…
بارك الله فيك و في أستاذك
🌷