إن عقلي كشجرة ليمون أرعاها أيّما ًرعاية، بماء الحياة أسقيها وبشمس المعرفة أغذيها وبتجاربي الغنية تنمو وتزهر، أنهل من سحائب الفكر مطراً يرويها، أصبر على رياح النقد كي لا أنكسر، تكبر شجرتي وتشمخ لأنني اعتنيت بها كثيراً وهي لا تثمر إلا بعد جهد وصبر..
ولذا فأفكاري كثمار الليمون، جاءت بعد اهتمام وقناعات صارمة، تستطيع أن تستشفي بها، تصنع منها عصيراً، تضيف نكهة إلى ذائقتك، تجمعها لتستفيد منها، تأخذ بذورها لتزرع بدورك شجرة في عقلك، قد يعجبك لونها وشكلها فتقرر أن تزرع مثلها ولكن شجرة برتقال أو كمثرى، قد يلذعك الطعم أحياناً فتفيق من قناعة ما، ربما لا تحب طعمها فلك أن تتجاهلها لكن لا تهاجمها..
ولأنني حارس هذه الشجرة، قدمت ثمارها لك بطيب خاطر، فلا تتذوقها راضياً ثم ترميها بالحجارة والأحذية، ستتساقط ثماري أكثر فيلتقطها المارة، فلا تجلب فأسك لتجتثها، ولا تجمع مناصريك لتشنقوا قناعاتٍ على جذعها أو تحرقوا أصلها، سأقاتل في سبيلها، وسأرمي في أعينكم عصيرها الحامض، وسأموت من أجلها..
أفكاري هي ثماري، عقلي هو شجرتي، لا تفصل بيننا، إن هاجمتها فقد هاجمتني، إن أسأت لها فقد أسأت لي، إن أحببتها فلك ظلها وحفيف أوراقها وبديع ثمرها، لك أن تكرهها ومن الأفضل أن تشيح بنظرك في كل مرة يقودك الطريق بمحاذاتها..