من المعروف تاريخيا أن الديانة اليهودية بدأت مع سيدنا موسى عليه السلام ونزول كتاب التوراة المقدس عليه، قبل ذلك كان بنو اسرائيل في مصر حيث عاشوا قرونا بعد وفاة أجدادهم سيدنا يوسف عليه السلام وأخوته الأسباط وكانوا يدينون بالديانة الابراهيمية الحنيفية التي سار على نهجها سيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب وسيدنا يوسف عليهم السلام، خرجوا بعد صراع مرير مع فرعون..
عندما عبر سيدنا موسى عليه السلام وقومه البحر واستقروا، صعد إلى جبل سيناء (حوريب في بعض الأدبيات الاسرائيلية) وعاد ومعه الوصايا العشر منقوشة في حجرين، رأى قومه قد اتخذوا العجل فغضب وخاطب أخاه سيدنا هارون بحدة كما ذكر في القرآن الكريم، وذكر في التوراة أنه رمى الحجرين على الأرض من الغضب..
بعد سنوات التيه الأربعين ووفاة سيدنا موسى عليه السلام، حفظت الوصايا العشر هذه فيما يسمى بتابوت العهد ومعه عصا موسى، فكانوا يصطحبون هذا التابوت في كل تنقلاتهم وحروبهم تفاؤلا به حتى اختفى حين هدم هيكل سليمان أيام السبي البابلي..
اختفت الوصايا المحفورة ولكنها ضمت في التوراة في سفري الخروج والتثنية، وهي أقرب للأوامر والنواهي منها للوصايا فهم ملزمون بها، نعرف أيضا أن التوراة أنزلت على سيدنا موسى عليه السلام ومع ذلك نجد في التوراة العديد من القصص التي حدثت بعد وفاته وذلك دليل على أن ليس كل ماهو موجود في التوراة هو من أصل الكتاب الذي أنزل، وربما كانت البداية التي اقتبسوا منها هي صحف ابراهيم وموسى التي ذكرت في القرآن ثم زاد أحبارهم أن جعلوه كتابا أقرب للقصص والتاريخ منه كتشريع وزادوا على ذلك التلمود وأشباهه..
تنهى الوصايا العشر عن الشرك وعبادة الأصنام والزنا والقتل والسرقة واشتهاء ما عند الغير و شهادة الزور والحلف بالله باطلا كما تأمر بتقديس يوم السبت والعبادة فيه وبر الوالدين ..
وقد يكون هناك ارتباط بالخطايا السبع في المسيحية التي تورد بصاحبها المهالك ومنها الشهوة..
ثيمة وجود عشر وصايا تكررت عبر السنين في عدد من الأديان والفلسفات والجماعات، أقدمها عند الحثيين والبابليين، وآخرها في وصايا ستيفن كوفي وابراهيم الفقي للنجاح،وأبرزها في الكنيسة الشيطانية لأنتوان ليفي الذي جعلها تارة 9 وتارة 11 في مخالفة للنسخة الأصلية في التوراة، كما أن لحسن البنا مؤسس الأخوان المسلمين وصايا عشر مشهورة وجهها لأعضاء الجماعة..
نختم بأن في القرآن الكريم وصايا عشر أيضا في آيات سورة الأنعام (151-153) قريبة في بعضها من الوصايا العشر الأصلية في دليل على أن ذلك كله من عند الله سبحانه..
تحديث:
الوصايا العشر للعلاقات الإنسانية
1- تحدث إلى الآخرين فلا يوجد ماهو ألطف من التحايا المفعمة بالبهجة
2- ابتسم للآخرين، ستحتاج لتحريك 72 عضلة لتبدو عابسًا بينما تكفيك 14 منها لترسم ابتسامة على محياك
3- خاطب الآخرين بأحب الأسماء لديهم، فللأسماء وقع موسيقي مميز على آذان أصحابها
4- كن ودودًا ومعينًا للآخرين، عاملهم وكأنهم أصدقاء لك
5- أظهر جانبك اللطيف، تصرف كما لو كان كل ما تفعله يوحي باللطافة ولين المعشر
6- ابد اهتمامًا حقيقيًا بالآخرين، ستكسب قلوب الجميع إن حاولت
7- أغدق في المدح على الآخرين، ولطّف نقدك لهم
8- راعِ مشاعر الآخرين باستمرار وتفهّمهم، فهناك ثلاث جوانب لكل قصة، هناك وجهة نظرك عنها وهناك وجهة نظرهم عنها وهناك الحقيقة المجردة
9- تنبّه لأهمية خدمة الآخرين، فما نفعلهم من أجلهم يهدينا معنى أعمق للحياة
10- أضف لذلك، حسًّا فكاهيًا، قدرة هائلة على الصبر، وقليلٌ من التواضع، وسيعود كل ذلك عليك أضعافًا مضاعفة