كلنا نحتاج للتحفيز، لمن يردد على مسامعنا (أنت قدها) (والله ما مثلك بهالدنيا أحد)، ولكن هناك درجات من التحفيز العكسي تأتي متنكرة بشكل (ورطة بنت ستين نيلة)، تحفيز كاذب (ينفخك) ويوصلك للسماء في بالون قرر الانتحار..

هذا النوع من التحفيز يجيده (جوقة)المطبلين للمسؤولين، وأيضًا أصدقاء (الدهورة) من جماعة (دوس وما عليك، احنا وراك) الذين (يفاشرونك) ويعرفون أنك تحب (التفيشار) و(التمزلاف)..

الصورة الذهنية في عقلي لهؤلاء تشبه (الزلاف) الجيزاني، هذه الرقصة الشعبية المرحة سريعة الإيقاع والتي تزف العريس و(تحمّيه) وكأنه مقبل على معركة، تلك النقرات السريعة على الدفوف والطبول والتي قد تستفز (قحمًا) لأن ينبري في الساحة و(يتعزوى) ليثبت أنه ما زال شابًا وأن (الدخن) و(السليط) فعالة للرُكب المتصلبة وأنه ما ينقصه غير (حرمة) تجدد له العهد..

لذلك أصبح لمن وصلوا إلى درجة عالية من (الإيجو) فرقة (زلاف) خاصة بهم في عقولهم، يعزفون على رؤوسهم كلما كانوا على وشك فعل أمر لم يكن ليجرؤوا على فعله من قبل..

ارتبطت عندي هذه الصورة الذهنية كلما قدت سيارتي في طريقي بسلام بينما (بغل) في سيارة من خلفي -غالبًا من طراز (هايلوكس)- (تخيط) بين السيارات وتتجاوز السرعة القانونية بسنين ضوئية، وأنا أراه في سيارته وأتخيل فرقة (الزلاف) تزفّه و(تحمّيه) داخل عقله وتردد له (قاحي، هب له، إيواااه)..

صرت أراها كذلك في عقول المتنمرين والمتملغجين في مواقع التواصل، ينتقلون من منشور لمنشور ومن تغريدة لتغريدة ليتركوا (بصوَة) في الردود سواء بكلمة نابية أو استنقاص عنصري أو غزل فاحش- هذا ليس خطأً إملائيًا فالبصوة هي فضلات الطير التي تفضل سيارتك دونًا عن كل سيارات العالم..

النماذج كثيرة، منها مدير يشرح للمسؤول عن جهوده التي سرقها من موظفيه، أو (غزلنجي) يضرب ويهين أخواته، أو إعلامي/مدرب/شاعر/ناشط إجتماعي -كلها تصف شخصًا واحدًا على فكرة وليس أربعة- ويعتقد أن ركوب الموجة السائدة قصة نجاح تستحق التدوين..

يربط بينهم أنهم يحملون فرقة (زلاف) داخل رؤوسهم، تزفهم يومًا بعد يوم إلى أن يستحقوا جلسة مميزة بجوار (إبليس)، الذي قد يرتدي وقتها -احتفاءًا بهم- (حوك) و(جنبية) ويقوم لـ(يتعزوى)..