حب الكتابة وكتابة الحب..

كاتبٌ ما، في زمن ما، قرّر أن يخلد حُبًّا حقيقيًا عاش أحداثه بشغاف قلبه، وأن يتيح فرصة لخيالاته لأن تتجاوز الجدار الفاصل بين المنطق والكتابة، حيث أن الكتابة فعل لا يتقيد بالمعقول ولا ينصاع للقوانين المفروضة عليه، كذلك الحب الحقيقي لا يعترف بزمن أو أمكنة أو تقاليد بالية، ففعل الحب يقع على رأسك بدون مقدمات، ولذا فإن الحب والكتابة وجهان لذلك التمرد على المألوف، وجهان للخلود..

نوى الكاتب أن يزرع فكرة، استعرض الكلمات التي يعرفها، استعان بالكتب التي قرأها، نظر للسماء حينًا وللأفق حينًا، يبحث عن غيمة تروي فكرته، عن نجمة تتبنى حلمه عندما يطلقه إلى الأعلى، كان يجول النظر هنا وهناك، يبحث عن عينيها، عن تأثير ساحر يعيد شغفًا راحلًا وأملًا مؤجلًا، شيئًا ما يُرجع إليه هاجس الفكرة، المساءات الأولى، انبهار البدايات وشهقة الرحيل، وفكرة يخلدها عن الحب والكتابة..

بيد أنه عانى أيما معاناة، فالكتابة عصية حينما تنتظرها، تصافحك بيد وبالأخرى تعطيك قفلة الكتابة، ستعطيك سببًا لتبدع وأسبابا أكثر لتهرب، ستهديك حواسًا إضافية وحيوات لا حصر لها، وستجردك من ذاتك ومن يراعك وأفكارك، فقط لأنك تريد آن تكتب عن الحب، لك أن تحب الكتابة لكن إياك أن تكتب عن الحب وأنت راض ٍ ، السبيل الوحيد لذلك، أن تصادق الكتابة، وتعطيها المجال لكي تخلد هي قصة حبك، بلا تدخل منك..

أضف تعليق