(1)
كلنا قد سمعنا من قبل عن هذه الظاهرة، بيوت تم هجرها لسبب أو لآخر، ثم قصص أشاعت عن مخلوقات غير مرئية سكنت فيها، نسميهم أشباحا أو جنّا أو أرواحا ..
بل تمادى بنا الحال لأن نتخيلها بوابة بين الأبعاد النجمية ومقرا لغرباء يريدون السيطرة على عالمنا الأرضي ..
اتفقت مع أصدقائي أن ندحض هذه القصص ونجرب قضاء ليلة كاملة في أحد أشهر البيوت الكبيرة والواقع حاليا عند مقر جامعة (جازان) قبال شاطيء المخطوفة (هالة) الشهير ..
تملكني الحماس جدا لخوض هذه التجربة بالذات وابتعت الكثير من الحاجيات والأطعمة ولم أنسى طبعا كشافات الإضاءة والولاعات والسكاكين والصافرات من باب لإحتياط ..
وصلت الآن بجوار المنزل ولمّا تغرب الشمس بعد، سأنتظرهم هنا وسأتحدث معكم لتمضية الوقت ..
من أنا ؟؟ هههه ما هذا السؤال المضحك ؟
ألا تعرفونني !!
حقاً ألا تعرفونني !!
ما هذا الإحباط ؟؟
لا عليكم إذا .. توقعت أنكم تعرفون قصصي ومغامراتي الشهيرة لدحض الأساطير والقصص الخيالية التي سمعناها كثيرا في طفولتنا ..
أنا (خالد) ..
سيلحق بي قريبا أصدقائي (عبدالرحمن) و (محمد) و (غريب) وهم يشاركونني نفس النظرة عن هذه الأساطير المحلية، سأكتب تقريري المعتاد عما حصل عند عودتنا صباحا في صفحتي في الفيسبوك ..
انتظروني حينها ..
حان وقت صلاة المغرب ..
لقد تأخر الرفاق وهواتفهم النقالة مقفلة ..
هل دب الخوف فيهم، الأمر محير فعلا ..
أتوقع أنها اختبار ومقلب منهم وهم يراقبونني الآن ليرون هل أجسر على الدخول وحدي ..
ههههه بالطبع سأدخل وهل لديكم شك !!
كيف أخاف وقد زرت معظم المناطق التي تحوم حولها القصص والأساطير ..
لا أريد أن أثقل مسامعكم بالحديث عن نفسي، سترون بأعينكم أن كل مخاوفنا لا أساس لها ..
عذرا لا أريد للصلاة أن تفوتني ولا بد من أذكار المساء قبل الدخول للمنزل ..
(2)
الساعة السابعة مساءا الآن وقد غربت الشمس ولا أثر هناك للرفاق، أتدرون ماذا أعتقد ؟؟
هم قد وصلوا قبلي واختبأوا في المنزل ليتولوا إخافتي عند دخولي ولكن هيهات (العبوا غيرها)، أنا متحصن ولا يخيفني شيء أبدا ..
ربع ساعة وبعدها سأدخل ومعي عدتي إن لم يظهروا، سألقي نظرة أخيرة على حقيبة الظهر لأتأكد ..
امممم كل شيء موجود ..
( كيس النوم – بطارية إضافية للجوال – ماء وبعض الأطعمة الخفيفة – كشاف وولاعة – صافرة – مطواة للجيب – سماعة – ملابس وجوارب إضافية )
توكلنا على الله ..
يقولون هناك قبو في المنزل، هل أنزل أم أتوجه للدور الثاني مباشرة ..
سأبدأ من الأسفل للأعلى في استطلاع سريع ..
حزين على هذا المنزل لقد كلف الملايين حتما ..
الظلام دامس وحالك جدا، سأضيء الكشاف الإضافي حتى أرى أكثر ..
لا يوجد شيء مجرد فئران وبقايا طعام وملابس ومواد بناء ..
سأرجع إلى المدخل ومنها أستكشف الدور الأرضي والثاني وأختار مكانا مناسبا للنوم ..
ما هذا الصوت ؟؟
هل أسمع هذا حقاً ؟؟
ههههههه ألم تجدوا سوى صوت (الزيفة) والألعاب الشعبية كي تخيفونني به !!
ههههه بدأنا اللعب، كنت متأكدا أنكم هنا وتريدون أن تردوا جزءا من المقالب التي عملتها فيكم ..
ولكن هههههه (زيفة) من جدكم، هذه أشهر الكليشيهات المعروفة عن البيوت المسكونة ههههههه لست قادرا على التوقف عن الضحك، يا لسذاجتكم ..
ترى أين أنتم فالصوت ضعيف، أتوقع أنكم في الدور الثاني تراقبونني وتضحكون في سركم ، تذكروا من يضحك أخيرا يضحك كثيرا ..
( ظل أبيض يخرج سريعا من غرفة لغرفة )
– أهذا أنت (عبدالرحمن) هههههه سريع أنت يا ابن الجبال، ألم تجد غير اللون الأبيض لتلبسه، لربما تأثرت كثيرا بأفلام الأشباح، لو لبست ملاءة بيضاء لكان أفضل ههههههه ..
والله إنكم غير معقولين يا أصدقائي ..
( صراخ امرأة قوي )
– وووه بسم الله الرحمن
هذه أفجعتني، برافو عليكم، ليس هناك إلا (غريب) يجيد الصراخ كالنساء بهذه الحدة، لقد أثرت انتباهي هنا أحسنت ولكني كنت غير منتبه وأبحث عن (عبدالرحمن) ..
سأذهب للدور الثاني فأنا متأكد أنكم هناك ..
لا شيء يثير الانتباه وأنوار الجامعة تصل إلى هنا والرؤية جدا واضحة ..
( ظل شخص يقف في نهاية الممر وبيده كتاب كبير وبجواره عدة ظلال )
هههههه خدعة من يتعلم السحر في البيوت المهجورة، اليوم أنتم مفعمون باللا مفاجآت، (زيفة) و(ملابس بيضاء في الليل) و(ساحر معاه كتاب يحضّر جنّ ) ، أوريجينال يا عمي ..
(تدخل الظلال في الغرفة المجاورة)
إلى أين ؟؟
انتظروا سألحق بكم ، بدأت أمل من التجول وحيدا، أكره الوحدة ليس خوفا ولكن لا أريد أن أتذكر الأمور التي تضايقني حين أفكر وحيدا..
انتظروا، أين أنتم ؟؟
الغرفة خالية ؟؟
والغرف التي بجانبها خالية ؟؟
وصل إتقان الخدعة لديكم إلى أن تنزلوا من هذا العلو فقط لكي تخيفوني ..
ههههه على من ؟؟
أعرفكم وتعرفونني وكفانا لعب الأطفال هذا ..
ما هذا في الأرض ؟؟
الله يقرفكم ؟؟
وصلت الجرأة بكم أن تذبحوا قطاً أسود ..
تماديتم جدا ، أكل هذا كيف تخيفونني فقط ..
لا يوجد غير (محمد) يفكر في هذه الأفكار الشنيعة ومنذ عرفته يعشق ذبح وسلخ التيوس في رحلاتنا وأنا أشك في سلامة عقله ..
(أضواء السيارة بالخارج تومض)
أها .. طبعا هذه نهاية الخدعة وهاهم عند السيارة يريدون مني أن أخرج للقاءهم وإشباع رغبتهم للضحك عليّ ..
صدقوني لولا الملل لما خرجت ولكني متضجر من الحديث إلى نفسي هنا – والعذر ممن يقرأ القصة فلا أقصدكم – سأخرج ..
لا يزال صوت (الزيفة) عاليا، نسيتم أن تأخذوا عدتكم معاكم هههههه يا لها من خدعة غير متقنة..
ها قد وصلت ..
أين أنتم ؟؟
( يشعر بطنين اهتزاز الهاتف النقال في جيب السترة)
شبكة الجوال عادت، هم بالطبع من يتصلون ومن غيرهم ..
أوه هذا صديقنا (أكرم) ..
– ألو .. وعليكم السلام .. نعم عزيزي .. أين ؟؟ .. المستشفى .. ماذا حصل ؟؟ .. حادث .. مسافة الطريق ..
حتى أنت يا أكرم أشركوك في هذا المقلب، ههههه يقول لي وقع حادث للشباب عند جامع الملك فهد والآن جميعهم في المستشفى، هههههه قبل قليل وهم يطبقون مقالبهم في ذلك البيت ..
أهنأكم صراحة على هذا المجهود الكبير، لكن لن تتمكنوا أبدا من إخافتي ..
أكره إشارة المرور هذه عند بيت الأمير .. بطيئة وثقيلة، لن أقطعها احتراما لمبادئي ..
أخيرا ..
سأجعلهم يدعونني للعشاء جزاءا على تضييع وقتي في ذلك المنزل ..
ما هذا ..
هل هذه سيارة (غريب) المقلوبة عند الجامع ؟؟
( تمت بحمد الله )
وووه تخوف القصه
😱😫
لو تتصور فلم واو
لو تدرين البيت فين ومن هم الشخصيات 😄
تخيلته هو وكاميرته يصور واحنا نشوف الأجزاء اللي وصفها من البيت والأشباح اللي شافهم، من زمان أتابع قصص الرعب والأفلام اللي تتكلم عن الجن 🙇
أحس كان ممكن أطورها أكثر