يختلف مفهوم الخطايا في المسيحية عن الكبائر والموبقات في الإسلام، فهي تركز في المسيحية على الأخلاقيات بينما في الإسلام على ذنوب الحواس والضمير، ويهتم الإسلام بتهذيب الأخلاقيات لكنه يشدد على تجنب الكبائر، أما في المسيحية فتتركها لحكم الكنيسة كغفران الاعترافات وقوانين البلد في الحكم على الجرائم مع أن الحدود والعقوبات موجودة في الإنجيل لكنها لا تطبق..
نعرف في الإسلام السبع الموبقات كما روى أبو هريرة عن النبي ﷺ في صحيح البخاري أنه قال : ” اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله وما هن ؟ قال ” الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”
وزادوا في بعض التفاسير والروايات عدد الكبائر إلى سبعين كبيرة بإضافة الزنا والسرقة وشرب الخمر وعقوق الوالدين وقول الزور والعديد غيرها مما قد ذكر تحريمها والتشديد عليها في القرآن والسنة..
في المسيحية وهي محور مقالنا اليوم، أضيف لهذه الخطايا المسماة بالمميتة والمسماة أيضا بالذنوب الكاردينالية وحذف منها مرارا، لكنها دونت لأول مرة في القرن الرابع عن طريق الراهب بونتيكوس الذي جعلها ثمان خطايا ثم بعده بقرنين راجعها البابا غريغوري الأول الذي أزال منها الزنا/ الشهوة..
ثم استخدمها الإيطالي دانتي أليغييري مؤلف الملحمة الشعرية الكوميديا الإلهية – سنتناول موضوعها في مقال لاحق – واختصرها في كلمة واحدة تجمع الحرف الأول من كل خطيئة باللغة اللاتينية وهي : SALIGIA..
وهي على الترتيب بالأصل اللاتيني:
Superbia الغرور/ Acedia الكسل/
Luxuria البذخ/ Ira الغضب/
Gula الشراهة/ Invidia الحسد/
Avaritia الجشع
رَصَدت على إثرها الكاثوليكية الفضائل المقدسة التي تقابلها وهي : العفة والاعتدال والإحسان والاجتهاد والصبر واللطف والتواضع..
يكفي عندهم أن تعترف بها في جلسة مع القسيس لتنال بذلك الغفران، كما سمّوا شيطانا مسؤولا عن كل خطيئة مثل بعلزبول للغضب وليفياثان للحسد وبيليجور للكسل وقائدهم الملعون إبليس لخطيئة الفخر والغرور والكبر التي يطلق عليها خطيئته المفضلة وهي التي أخرجته من رحمة الله سبحانه حين رفض السجود لسيدنا آدم عليه السلام..
وكانت هذه الخطايا المميتة في القرن الرابع عشر موضوعا ملهما للعديد من الفنانين والكتاب الأوروبيين وهناك العديد أيضا من الكتب والأفلام والقصص القديمة والحديثة التي تتناول هذه الخطايا ومن أبرزها:
كتاب ملكة الجن لادموند سبينسر، كتاب الأطفال مفاتيح المملكة لغارث نيكس من سبعة أجزاء الذي يصور العدو في كل جزء ممثلا لخطيئة معينة، كذلك قصص الأنيمي والمانجا الياباني الشهيرة بنفس الاسم (خطايا الشيطان السبعة المميتة)، واستلهمت السينما نفس الفكرة من قصة دكتور فاوست الذي باع روحه للشياطين وسيطرت عليه تلك الخطايا، تناولها الفيلم الشهير Bedazzled وقدمت أيضا في دراما الجريمة الشهير التي لا ينسى فيلم براد بيت ومورجان فريمان Seven..