
اختياري للعنوان نوع من أساليب التقية الخبيثة التي أستخدمها كثيرًا، من الصعب أن تتهم خواطر سطحية سخيفة -كما وصفها صاحبها- بأنها سطحية سخيفة..
أجد لذة خفية في توقع ما سيقال من شتائم وأنتظره في شغف، كتبت ذات مرة عبارة تقول عن أحدهم “سر جاذبيته أنه غير عميق”، كنت بهذا أعد المصيدة المغرية أكثر من اللازم لمن سيكتب “هذا الكلام ينطبق على المؤلف أكثر من أي أحد”..
الكتابة عن الحزن تجلب الكثير من المال الذي يجلب البهجة، بينما الكتابة عن الفشل تحقق نجاحًا أكيدًا..
عامة لا تنجح الرواية إلا إذا خلت من قصة وفقدت أي إمتاع، ساعتها تصير عملًا مدهشًا وتنال إعجاب النقاد وجائزة بوكر..
لم يعد هناك طعم للمقالات التي تتحدث عن أنه لم يعد هناك طعم للحياة..
لذة وحشية هي أن تكره عملًا أحبه الناس جميعًا وتعلن ذلك، فتشعرهم بالذنب والحماقة، ينتابك شعور عارم بالذكاء والتفوق..
قراءاته للأدب العالمي جعلته عاجزًا عن الغضب الحقيقي على شخص ما أو احتقار شخص ما، دائمًا يلتمس الأعذار للناس ويفهمهم في وقت لا يجب فيه أن تسامح الآخرين..
ليس المهم عندي ما يحدث، المهم كيف يحدث؟! لهذا لم أتضايق قط من النظر لآخر صفحة لأعرف من القاتل في القصص البوليسية، بل إن هذا يهبني متعة أخرى هي دراسة براعة الكاتب في خداع القارئ ودقته في عرض الأدلة..
هو يكتب ما يحبون قراءته.. أنا أكتب ما أريد أن يحبوه..
هو غير متفرغ للإبداع، متفرغ لإقناع الآخرين إنهم غير مبدعين..
الجامعة مليئة بأساتذة لا يعرفون سوى مجال تخصصهم ولا يفقهون شيئًا سواه.. هو كان العكس: يعرف الكثير عن كل شيء عدا تخصصه..
لدى الأديب – أي أديب – ظمأ دائم لا يرتوي للوجود.. لا يكفيه قلب واحد ومخ واحد وعينان وشفتان.. يحاول بقلمه أن يعيش ألف حياة قبل الموت..
فئة منتشرة من الأدباء كانوا يقولون إن مشكلة الشباب عدم القراءة، فلما بدأ الشباب يدمن القراءة، صاروا يتهمونه بأنه لا يقرأ الأعمال الجيدة أبدًا..
كان موفقًا جدًا في إعداد النص.. لقد حوله من نص شديد الإملال إلى نص ممل فقط..
مسألة مؤكدة.. كل فنان يحتاج للقبول الاجتماعي لأنه مجرد طفل متردد يشعر بأنه غير مقبول.. ما زال يرغب في أن يقول له الأطفال الآخرون: الله! وأن تدعوهم المعلمة للتصفيق له..
أنا كئيب وأنت مرحة.. أنا قبيح وأنت جميلة.. أنا أقرأ كثيرًا وأنت لا تطيقين القراءة.. اقبليني في حياتك فلربما استطعت ملء ثغراتي وصنعنا معًا شيئًا واحدًا رائعًا..
كانت فتاة غير عادية، تضحك على نكاته، وتسأله أسئلة يعرف إجابتها، وتطري الصفات التي يفتخر بها، باختصار لم يعد قادرًا على فراقها لحظة..
لم تكن تفهم حرفًا مما يقوله عن الليبرالية والبروليتاريا والبرجوازية، لكنها كانت تحبه.. تحب حماسته وتوهج عينيه وتتمنى أن يتركها تدخل هالته التي لا تفهمها..
ثمة علاقة أكيدة بين البحر والمرأة.. كأنها تعود لعنصرها الأصلي وتمتزج به.. تذكرت قصة قديمة عن عرائس البحر اللاتي يعشن بيننا ويجب أن يغمرن أنفسهن بالماء عشر دقائق كل يوم ليبقين حيات.. أعتقد أن كل امرأة فيها جزء من عروس البحر..
لو سارت الأمور كما كان يجب أن تسير، لكان هذا الطفل الذي يمسك بيدها طفله هو!
لا بد من اختراع كلمة غير (أحبك) فهي قد صارت مبتذلة مستهلكة.. لها نفس تقليدية ورتابة لفظة (صباح الخير)..
لها وجه من الوجوه التي تذكرك بشيء لا تعرف كنهه.. يذكرك بزمن ما وأحداث لم تعشها وأشخاص لم تلقهم.. كلما كلمتها لم أفهم شيئًا من كلامها لأنني أقضي الوقت في تذكر: أين رأيت وجهًا كهذاً؟!
لم يحبها قط.. هي بالنسبة له تصلح لغرض واحد فقط..
هذه التي تمشينها ليست مشية، هي أقرب إلى (السريان) أو (الانسياب)..
من الغريب أنني لم أظفر قط بإعجاب من تمنيت الظفر بإعجابهم ولا أحد سواهم.. يشبه الأمر الفتى الناجح مع الفتيات لكنه لا يستطيع أن يلفت نظر الفتاة التي يحبها فعلًا..
وجهك يذكرني بمكان ما في أرض ما في زمن ما، كنت فيه سعيدًا وحرًا.. ربما كنت لي في زمن سحيق وربما ستكونين لي بعد قرون، من يدري؟! فقط كوني بقربي للأبد..
هي لا تحبني لكنها لا تريد فقدي.. نوع من هواية التجميع لا أكثر..
هي لا تحبني.. هي تحب حبي لها فهذا يثير غرورها..
الحياة جميلة بشرط ألا يوجد آخرون..
هذه طريقتها في احتكار مبادأة الاتصال.. لا ترد عليك لكن تتصل هي.. لا ترد على خطاباتك لكن ترسل هي، وعليك الرد.. طريقة مستفزة.. الاتصال يتقرر عندما تقرر هي وتريد هي، كأنها الوحي يهبط من السماء متى أراد..
لو قرأت قصة حياتي مكتوبة عن انسان آخر لحسدته بشدة ولتمنيت أن أكون أنا ذلك الإنسان! عندما تقترب من الصورة تجد الكثير من الإحباطات والاكتئاب والفشل.. لو اقتربنا من حياة كل من نحسبهم سعداء لوجدنا هذه البقع الداكنة..
لا يردون على مكالماتي لكنهم يندهشون لأنني لا أرد.. الحياة دائرة مفرغة من التجاهل المتبادل..
في تلك الأيام كان يمارس الحياة بأربع شخصيات مختلفة، يجمع بينها جميعًا أنها متهمة بالتقصير في مكان عملها..
أنت تمشي في طريق الضياع.. حافظ على خطواتك.. فلو فقدت هذا الطريق لضعت لا محالة..
امتلأ البيت أطفالًا.. هذه هي نهاية العالم بالنسبة لشخص شديد الذاتية يمتلك كتبًاً وصورًا وشرائط كاسيت وأقلامًا يعتز بها.. إنها النهاية وعليه أن يبدأ حياته من جديد..
ابتسم وانظر للكاميرا واحرص أن تكون ضحكتك باهتة غامضة.. صورة مناسبة جدًا للنعي الذي سينشر عنك بعد أشهر..
لكي تشعر بالسعادة، يجب أن تعتقد يقينًا أنك تستحقها..
لا أعرف العناصر النادرة التي تصنع النجاح، لكن لم أر شخصًا ناجحًا في حياتي إلا وكان ينام خمس ساعات فقط أو أقل..
مشكلة الموت هي أنه يأتي بينما ليس لديك وقت من أجله.. يأتي وأنت مشغول جدًا..
لديه قدر هائل من المثابرة يسمح له بالنجاح، لكنه لا يسمح له بالتميز.. هو لا يملك جذوة العبقرية..
مهما كان ضعف منطقك وتهالكه فبعض الصراخ ينهي المشكلة كلها.. الأعلى صوتًا على حق دائمًا.. المجد للصارخين وجهوري الصوت..
أنا كثير المعارف قليل الأصدقاء.. حقيقة مذهلة.. أحيانًا أجد أنني وحيد جدًا وأبحث عن أي بواب بناية أتبادل معه الحديث..
الموتى لن يضرونا أبدًا بعد ذلك، لذا نحتفي بهم جدًا..
أنا من أسوأ الشخصيات التي قابلتها في حياتي.. لكن كذلك -بلا فخر- الوحيد الذي يقول هذا عن نفسه..
لا تصارح الآخرين بعيوبك ودعهم يكتشفوها بأنفسهم..
لو استطاع الإنسان يومًا أن يعود للماضي، لكان معنى هذا أن السياح القادمين من الغد يحيطون بنا الآن!
منذ فجر التاريخ والسحاب يحاول أن يرسم لنا الإجابة الصحيحة عن كل ألغاز الكون، لكن الريح تبددها قبل أن نتمكن من قراءتها..
لا أحب الموسيقى الكلاسيك جدًا، لكن أعتقد أن هؤلاء القوم لا فضل لهم في موسيقاهم وإنما كانت تملى عليهم من السماء، إنها حروف اللغة الكونية..
ماتت مشاعره مع ممارسة الطب.. حتى صار الموت بالنسبة له هو اللحظة التي يتحتم فيها نزع قسطرة المريض وكتابة شهادة الوفاة لا أكثر..
لم أعط الطب حياتي.. لكنه أخذها برغم كل شيء..