يحدثني الصديق الشيخ يحيى لبينة مدير جمعية رعاية الأيتام بجازان (غِراس) عن مكالمة أتته في موسم الحج ويسأله صاحبها عن (المكبلون)، فلما استفسر عنها رد المتصل بأنه مصطلح كناية عمّن يكبله أهله في البيت ويحرمه من حقوقه، وضرب لذلك مثلاً عضل البنات من قبل ولي أمرهم..
تناقشنا قليلاً حول هذا المصطلح وتذكرت عدة شواهد لبعض أصدقائي المقربين والذين فوجئت حينما تعمقت علاقتي بهم بأن لديهم شقيقاً أو شقيقة من ذوي الإعاقة في منزلهم ولا نعلم عنهم..
والقائمة تطول، فكم من شاب أو فتاة (مكبّلة) في المنزل إما بحكم ظروف خاصة كالإعاقة أو لعادات وتقاليد تمنع التزويج إلا بشروط خاصة ومجحفة، وأحيانا يدخل الطمع كعامل مهم..
لا ننسى أيضاً من يكبلون أنفسهم إما بعزلة مؤذية تؤدي إلى أمراض نفسية كالاكتئاب والذهان، وإما لمصارعتهم أمراضاً -مختلف فيها-كالمسّ الشيطاني والسحر، ومنحى الاختلاف هنا أن بعض هذه الامراض ثبت بأنها هلاوس وحالات انفصام شخصية..
وأختم بظاهرة سيئة وهي تخص من يكبّلون الآخرين، فكم من موهبة في بيوتنا ومجتمعاتنا تم (تكبيل) إبداعهم بنقدٍ هادم أو قولٍ لاذع..
يجب على الجهات المعنية أن تسعى من أجل هؤلاء وتنصفهم وتعطيهم حقهم كاملاً غير منقوص ماديّاً ومعنوياً..
اللهم لا تجعلنا من (المكبِّلين) أو (المكبَّلين)..
نشر هذا المقال في صحيفة النوار الالكترونية بتاريخ 31/7/2016
اللهم امين
من أروع ماقرأت اليوم
💖
ربي يسعد قلبك